يسكن القدس منذ 22 عاماً.. الصحفي المقدسي مصطفى خاروف يواجه خطر الابعاد

25.02.2019 05:19 PM

القدس- وطن: لم تشفع عشرات السنوات للمصور الصحفي المقدسي مصطفى خاروف، البقاء في القدس المحتلة، والدفاع عن أقصاها الذي يواجه هجمة احتلالية خطيرة في الآونة الأخيرة، إنما يطارده خطر الإبعاد عن فلسطين كلها بقرار من الاحتلال.

بدأت حياة الخاروف في القدس المحتلة، منذ كان في عمر العاشرة ربيعاً، عاش في أحضانها ولم يسمع سوى صوت أذان أقصاها على مرّ سنوات طويلة، حيث تعود أوصول عائلته الى القدس المحتلة، ولكنه ولد في الجزائر عام 1986 حيث كان يعمل والده، وفي عام 1999 عادت عائلته الى مسقط رأسها المدينة المقدسة، وعاش فيها وتزوج وأنجب طفلة.

وتزعم سلطات الاحتلال أن خاروف ليس من سكان القدس وعلى ذلك فقد اعتقلته قبل أكثر من شهر وتنتظر الحصول على قرار من المحكمة بترحيله الى دولة الأردن الشقيقة، ولا يتأتى هذا الحال على خاروف وحده، إنما هو حال كل مَن لا يريده الاحتلال في فلسطين وتحديداً القدس، فيمنعه من الحصول على أوراق رسمية تثبت جنيسته فترحله في أي وقت أرادت، حيث يعتبرهم الاحتلال "مقيمين ليسوا مواطنين".

وكان والد مصطفى واجه مجموعة من العقبات التي وضعها الاحتلال في وجهه بعدما عاد الى مدينته القدس المحتلة، كونه عاش خارجها عدة سنوات متواصلة، ولكنه استطاع انتزاع حقه في النهاية واثبات أن القدس مسقط رأسه.

وبوصوله الى هذه المرحلة، بعد رحلة شاقة، كان مصطفى قد بلغ سن الـ 18 فرفضت وزارة داخلية الاحتلال اصدار بطاقة هوية له، فتنقل ما بين مكاتب داخلية الاحتلال ومحاكمه في مسعى لتأكيد حقه في الإقامة في مدينة القدس تماماً كباقي أفراد أسرته.

وجرت متابعة قضية خاروف من خلال مركز الدفاع عن الفرد "هموكيد"، وفي عام 2014 تم منحه تأشيرة" B-1" بوصفه عامل أجنبي ولكنه ليس عامل ولم يتسلل الى المنطقة فهو مقدسي الاصل والهوية والهوى.

استمر خاروف في حراكه القانوني في الدفاع عن حقه بالبقاء في مدينة القدس، وأسس عائلة له في القدس فتزوج وأنجب طفلة صغيرة، عمرها الان عام ونصف العام، وعمل مصورا صحافيا لصالح وكالة الأناضول التركية.

ولأن اقامته في مدينة القدس فإن عمله تركز في المدينة حيث نشط في التقاط الصور للأحداث التي تجري فيها وبخاصة في المسجد الأقصى.

ولكن التقاطه الصور في المسجد الأقصى دفع سلطات الاحتلال الى اعتباره "خطراً أمنياً على دولة اسرائيل" واستغلت ذلك مبراً لرفض منحه تصريح لم الشمل بداية ومن ثم المطالبة بإبعاده عن فلسطين.

ففي فجر يوم الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير 2019 اعتقلته سلطات الاحتلال من منزله في حي وادي الجوز في القدس.
ومنذ اعتقاله يقبع خاروف في سجن " غفعون"، الخاص بالمرحلين، حيث تصر سلطات الاحتلال على ابعاده.

وبانتظار قرار المحكمة الاسرائيلية فإن خاروف يخشى ابعاده عن الأراضي الفلسطينية وتفريقه عن عائلته وزوجته وطفلته وفوق ذلك عن المدينة التي يهواها.

تصميم وتطوير