بين ارحل .... واخترناك

كتب: بسام زكارنه- عضو المجلس الثوري لحركة فتح-

الساحة الفلسطينية اليوم بأسوء حالاتها ، فقد ذهبت مصطلحات خطاب سياسيها وحتى الاتباع لهم من كلمة استيطان ، الاحتلال ، الإعدام الميداني ، الاعتقالات اليومية، الحواجز والمداهمات الليلية ، قلع الأشجار تهويد القدس  ، الجرحى والمعاقين برصاص  المحتل الاسرائيلي ، ذهبت كلمات الثورة والتحرير والمطاردين وكلمة المطلوب الاول لإسرائيل  وقناص عيون الحرمية وقناص الحرم الإبراهيمي  ومقاطعة البضائع الاسرائيلية وأشغلوا الشارع بكلمات مثل ارحل ، واخترناك، وبايعناك وفوضناك .

من وجهة نظري حق لمن يريد ان يقول ارحل لاي مسؤول مكفولة ما دامت ضمن القانون وكذلك  الحق لاي جماعة تريد ان تقول اخترناك ، يا اهلي الحريات مصانه لكم  وفق القانون الأساسي ، لكن مهم ان تكون نتيجة ذلك  تخدم القضية الوطنية تحرير الارض وهذه تتم ببساطة  عبر الصندوق الانتخابي والديمقراطية لا بالشعارات ولا بالانقلابات كما حدث في غزة ولا بحرق الممتلكات  ولا بالحروب الاهلية التي تأخذونا اليها دون ان تشعروا .

اعتقد ان جماعة ارحل وجماعة اخترناك متفقين على ضرورة الذهاب لانتخابات لتنفيذ قناعاتهم فالأولى بهم انهم خرجوا هناك في غزة و هنا في الضفة ورفعوا شعار ''الشعب يريد انتخابات '' ، لنخرج  معا من الجدل الذي يندرج دون ان نعلم في اجندات المحتلين واعداء القضية .

ما أراه خطراً على دعوات البعض بكلمة ارحل لرأس الشرعية المنتخب دون  احترام لنتيجة الصندوق في عام ٢٠٠٦ ودون ان يطرح البديل وترك الامور بلا ممثل لشعبنا وتحقيق نبوءة كوندليزا رايس الفوضى الخلاقة ليجرونا نحو النموذج الليبي او السوري لا قدر الله ،  وهنا افهم ان ذلك هدف سياسي غير صحيح بل غير وطني ، وكذلك افهم ان تنتقد الفصائل والشعب منظمة التحرير داخليا ومن خلال المؤسسات  بالقول مثلا انها مترهلة، ضعيفة، حتى لو قلنا مهترئة ، هرمت....الخ ولكن القول انها لا تمثل الشعب وان هذا الشعب بلا ممثل له.....اسألهم هنا اين ذهب الكم الكبير من الشهداء  والاسرى والجرحى من ابناء منظمة التحرير وتقريبا 90% من قادتها كانوا في مقدمة المعارك وارتفعوا شهداء ، هنا يظهر ان هذا الطرح ليس صحيحاً ولا وطنياً وكيف لهم ان يتناسوا  كل المعارك والدماء التي سالت منذ احتلال فلسطين  حتى يومنا هذا ، وكيف لهم ان يتركوا  الاحتلال يتنصل من التزاماته وما وقع عليه من اتفاقيات لعدم وجود من يمثل هذا الشعب فهل فتح لوحدها ممثل ؟؟؟ ام حماس لوحدها ممثل ؟!؟  هيهات هيهات ، ان منظمة التحرير بكل فئات شعبنا تمثل والشعب الفلسطيني من خلال كل الفصائل والنقابات والاتحادات الشعبية والمستقلين ، الغياب لاي من الأُطر يجب ان يكون مؤقت وان توافق حماس والجهاد لدخول منظمة التحرير لتعزيز التمثيل دون منطق نفي الاخر من اي طرف ، قالها الرئيس عند محاولة إلصاق تهمة الاٍرهاب بحركة حماس انهم جزء من شعبنا الفلسطيني وان اي خلاف لا يجعلنا ان نكون في خندق الأعداء ضدهم ، على حماس ان تعطي موقف مماثل وترك الخلاف الثانوي لا يطغي على الخلاف الاستراتيجي فهل نضيع كل السفارات والممثليات في العالم وفِي المنظمات الدولية بخلافتنا السابقة لاونها وهو التحرير الكامل للأرض  .

ونسأل هنا  لو حماس استلمت الحكم في الضفة بعد غزة بالانتخاب او بالانقلاب هل لديها دعم دولي او عربي لكي توفر الامن والامان والرؤية؟؟؟؟  غزة  الان وهي تحت سيطرتهم خير دليل لاحظوا  اخواني في حماس انه صعب عليكم توفير امن الموظف واقتصاده لان امريكا وإسرائيل والعالم يحاصركم وبرنامجكم السياسي لا يقبله  العالم  ، انظروا اخواني في حماس شعاركم اليوم لمسيرات العودة اصبح ليس تحرير فلسطين او  ضد تهود القدس والاستيطان والإعدامات اليومية والاعتقالات بل هو فقط فك الحصار عن غزة  !!!!!  اذن الانقلاب قلب عليكم بل على كل شعبنا في غزة قبل غيركم ، فهل ضر الاحتلال بشيء !!!!!  وهل  تعلموا ان فك الحصار على غزة  تنتهي بوحدة الضفة وغزة من خلال حكومة وفاق حقيقي  تملك برنامج وطني يطبق في الضفة وغزة  يخترق الحصار كما هو حاصل في الضفة ونتفرغ لمقارعة المحتل، تقولوا نرفض التنسيق الأمني والذي اصبح إجباريا في غزة قبل الضفة حتى لو لم يكن فوق الطاولة او مباشراً مع الاحتلال لكنه يتم فعليا وحدود الاحتلال نحفظها لهم لأجل امور حياتية وليس ضمت اتفاق سياسي ينتهي بدولة مستقلة .

الخلاف يجعلنا نقول  لكل الحريصين ان شعارات ارحل او اخترناك هي اشغال شعبنا المثقل بالمشاكل  والهموم واهمها الاحتلال وممارساته اليومية ، وأصبح  هذا الاحتلال يستفيد ويؤجج الانقسام من خلال اعوانه في العالم لكي يستمر في تغير الحقائق والواقع على الارض ،  وهو سلاحه الاقوى علينا ، اياكم ان تنظروا حتى نقول فات الاوان.... اعلموا  بعد  القدس  الان ونقل السفاره لها هدم الأقصى وبناء الهيكل  بدعم الصهيونية المسيحة التي تحكم امريكا ،  الشعب يناديكم توحدوا على برنامج وطني وليس تقاسم وظيفي واتركوا الخلافات بعد الدولة حيث تكون لديكم المساحة الكافية لشعارات ارحل او اخترناك ، وعندها تكون الساحة فقط لمن يخدم الشعب ويبني موسسات الوطن ويقيم العدل فيها.

الوطن وشعبه يصرخ بكم البلاد طلبت اَهلها ، ان يكون صفا واحداً ، المواطن فقد قوته وصحته بسبب خلافاتكم لا تخنقوه ، ليقول لكم ارحلوا .