بعد عامين من إطلاقه

"برنامج وصلني" الممول من الممثلية البولندية ينجح في تطوير وتنمية المشاريع النسوية في مدينة الخليل

27.02.2019 04:26 PM

 رام الله – وطن – أحمد ملحم: تستعد سيدة الأعمال سوزان النتشة - 32 عاما- بعد أن وضعت مولودها الجديد مؤخراً، للعودة إلى محلها التجاري الذي افتتحته ضمن مشروعها التجاري (natsheh zan )، والخاص بتصميم الأزياء وإنتاج الأشغال اليدوية، في منطقة الحاووز الأول في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وبدأت فكرة المشروع لدى سوزان عام 2008، بعد تخرجها في مجال تصميم الأزياء من معهد اللاتين في بيت ساحور، حيث بدأت بالعمل على تصميم وتفصيل جميع أنواع الملابس وصيانتها داخل منزلها، حتى نجحت في تأسيس قاعدة زبائن كبيرة شجعتها على افتتاح محل تجاري عام 2009.

وتقول سوزان لوطن " بعد عام من عملي كان الإقبال كبيراً، ما شجعني على الاهتمام بعملي ومنحه وقت أكبر من قبل مع ازدياد عدد الزبائن، لكن العمل توقف قليلاً مع إنجابي طفلي الأول".

وعادت سوزان للعمل بعد شهور من الولادة، وها هي تستعد الآن للعودة للعمل في محلها التجاري بعد إنجابها طفلها الثاني، مجسدة قدرة المرأة على ممارسة أمومتها ورعايتها لطفلها، والقيام بعملها، الذي يضمن لها استقلاليتها المهنية والاقتصادية والمجتمعية.

ورغم امتلاكها لمشروعها التجاري، إلا أن سوزان استفادت بشكل كبير في تطويره من خلال المشاركة في برنامج "وصلني 2017" الذي نظمه منتدى سيدات الأعمال، وغرفة تجارة وصناعة الخليل، بالتعاون مع الممثلية البولندية في فلسطين، حول تعزيز التنمية الاقتصادية للنساء من خلال تنمية المشاريع النسوية في محافظة الخليل.

وتقول سوزان "برنامج وصلني قدم لي فائدة كبيرة جداً، في كيفية التواصل مع الزبائن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتسويق المنتجات، إلى جانب التدريبات التي تلقيناها خلال فترة المشروع، والتي ساهمت في تغيير طرق التعامل والتسويق، وطورت شخصيتي".

وأضافت " التدريب الذي تلقيته من خلال برنامج "وصلني" ساهم في صقل شخصيتي وتنمية مهاراتي بالتعامل مع الزبائن، وتعلم الطريقة العلمية في دراسة السوق وتقديم العروض"، الأمر الذي انعكس إيجاباً على عملي.

وتعمل سوزان على تصميم ملابس الأطفال، وفساتين السهرة، والعباءات الخليجية، والملابس التراثية الفلسطينية بلمسة عصرية.

وكان منتدى سيدات الأعمال، وغرفة تجارة وصناعة الخليل، قد أطلقا برنامج "وصلني 2017"، حول تعزيز التنمية الاقتصادية للنساء من خلال تنمية المشاريع النسوية في محافظة الخليل، بتمويل من الممثلية البولندية.

ونجح البرنامج في التشبيك ما بين الخريجات اللواتي يبحثن عن فرص عمل عن طريق تطوير قدراتهن ومهاراتهن في مجال التسويق والمبيعات، وصاحبات الأعمال اللواتي يرغبن في تطوير مشاريعهن والتسويق لمنتجاتهن.

واستفادت من البرنامج 22 خريجة حصلن على تدريبات مكثفة على المهارات اللامنهجية الضرورية لسوق العمل وتدريبات على مهارات التسويق والمبيعات من ثم التشبيك مع صاحبات الاعمال للتطبيق لعملي لتنفيذ خطط تسويقية لمشاريعهن.

كما استفادت من المشروع 11 سيدة من صاحبات المشاريع اللواتي حصلن على تدريب مكثف لإعداد خطة عمل لمشاريعهن، بمساعدة مستشارين متخصصين في مجال إعداد خطط العمل، بالإضافة إلى مجموعة من التدريبات تساعدهن في تطوير مشاريعهن من النواحي الإدارية والمالية والتسويقية، وغيرها.

ووفر البرنامج فريق متكامل ومؤهل من المدربين والمستشارين المختصين وذوي الخبرة الواسعة الذين قدموا أكثر من 70 ساعة من التدريبات المختلفة في مجال المهارات التسويقية والتشبيك.

وحَظِيَ برنامج "وصلني" بإشادة كبيرة من المشاركين فيه، إذ قالت منار فهد عمرو - بكالوريس محاسبة-  "أن برنامج "وصلني" من أنجح البرامج التي أضافت لي الخبرة في إدارة وتسويق أي مشروع بشكل عملي"، في حين قالت وداد قفيشة - بكالوريس إدارة أعمال- أن "برنامج "وصلني" وَسَعَ لي نطاق الاتصال والتواصل مع الآخرين".

أما تسنيم غنايم - بكالوريس العلوم المالية والمصرفية- والتي شاركت في البرنامج، قالت: "أنا سعيدة جداً لانضمامي إلى هذه التجربة الممتعة، فقد تعلمت منها الكثير، وأضافت لي مزيداً من المهارات والقدرات المتميزة، وفتحت لنا أُفق نستطيع من خلاله أن ننطلق بقوة ".

وكانت الممثلية البولندية لدى فلسطين، قد احتفلت في 7 تشرين ثاني/ نوفمبر 2018، بتخريج مجموعة من المؤسسات النسوية الفلسطينية التي حصلت على مشاريع دعم من الممثلية في مجالات مختلفة، وأطلقت آنذاك مسابقة لأفضل عمل إعلامي في تغطية قصص نجاح المؤسسات التي شملها برنامج معونات الممثلية.

وتكمن استراتيجية الدعم لدى الممثلية البولندية في دعم المؤسسات النسوية لتمكين المرأة الفلسطينية، لكي تكون المرأة أكثر قوة واستقلالية، الأمر الذي يُمكنها من إعالة أسرتها، وبالتالي تطوير المجتمع.

يشار إلى أن مكتب ممثلية بولندا في فلسطين افتُتح عام 2005، علماً أن العلاقة بين البلدين تعود إلى سبعينات القرن الماضي، تلاها اعتراف بولندا بفلسطين رسمياً عقب افتتاح أول مكتب تمثيلي عام 1982، وبعد 6 سنوات وتحديداً في 15 تشرين ثاني/ نوفمبر اعترفت بولندا باستقلال دولة فلسطين خلال انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر.

 

 

تصميم وتطوير