بالفيديو .. الشتاء يرفض الحصار.. فالأرض تقاتل مع أهلها، والطبيعة تنتصر على تقسيمها

27.02.2019 06:20 PM

 "حين يسقط في أيّ أرض جدار سيسقط ذاك الذي قد بناه"

رام الله - وطن: فتى صغير يقف رغم البرد والامطار الغزيرة فرحا وهو يشاهد مقطعا من جدار الفصل العنصري يتهاوى تحت اقدامه بفعل الامطار بين بلدة عناتا والقدس على الأراضي المقام عليها مستوطنة "بسجات زئيف" .

هذا الطفل الذي يرتدي بجامته ويقف مغتبطا امام انهيار السد الذي يغلق الافق امامه، يبدو انه يدرك اكثر من غيره، ان هذا الاحتلال اوهن من بيت عنكبوت، وان زخات من المطر كافية لاسقاط تحصيناته التي يفتخر بها، كما يستطيع حجر هزيمة جنوده المدججين بالسلاح.

تهاوى جدار الفصل العنصري بفعل الامطار، فالارض دوما تنحاز لاهلها وتحارب الى جانب اصحابها وها هي تنتصر في اصغر معاركها ضد الاحتلال، فسقطت الحصون والجدران امام قوة الطبيعة التي ترفض كل فعل للاحتلال لتقسيمها، فشتاء هذه الارض يرفض الحصار والاعتقال، وصيفها يحرق الحدود ويسقطها رمادا.

سقط مقطع من جدار الفصل العنصري بفعل المطر، وسابقا تمكنت سواعد الشبان اكثر من مرة من خرقه وهدمه، فالجدار والاحتلال ليسا قدرنا،  فكما جرت سنة التاريخ واقدار الشعوب من قبل، فأن هذا الاحتلال الى زوال ولو بعد حين، وان جدرانه التي يشيدها لخنق الارض واصحابها سينهار ويصبح اثرا بعد عين، ولنا في جدار برلين الذي امتد يطول 186 كيلومترا، عبرة في ذلك.

سقط جدار الفصل العنصري، فالارض تلفظ الغرباء ولذلك حتما سيسقط الذي بناه، كما قال الكاتب والشاعر الفلسطيني ابراهيم نصر الله
الهواء عليلٌ،
يقولُ صغيرٌ، هنا، بعدَ حينٍ،
له شمسُهُ، ريحهُ، ومداهْ
والأناشيدُ تملأهُ بالحياهْ
ثم يكتبُ بالضوءِ وهو يُنَقِّلُ، رقْصًا، خطاهْ:
حين يَسقطُ في أيِّ أرضٍ جدارٌ
سيسقُطُ ذاكَ الذي قد بناهْ

تصميم وتطوير