بسام زكارنة يكتب لـوطن: المقياس.. حاجة الناس

06.03.2019 01:36 PM

الشعب الفلسطيني همه الأكبر زوال الاحتلال، ولديه الجاهزية الكاملة لتحمل كل الظروف من اجل ذلك، وهذا مثبت بكل المراحل فقد قدم الشهداء والجرحى وخاض المعارك وتحمل اللجوء وظروف المخيم منذ العام ١٩٤٨، والشواهد كثيرة.

ما يشغل المواطن الآن تشكيل الحكومة وما هو برنامجها الجديد ، فالتغيير بالنسبة لهم تغيير في السياسات والبرامج وليس الأشخاص، فهل وصلت رسالتهم ولماذا يرغبون في التغيير؟؟ اذا لم تصل رسالتهم، فنقولها بوضوح ما يريده المواطن من الحكومة .. تلبية حاجات الناس  من اقتصاد وعلاج وتعليم وقضاء مستقل وأمن بشكل رئيسي.

شعار  "لا للجوع ولا للركوع" شعار مهم لكنه لن يصمد، فالجيوش لا تزحف على بطونها والشعار المطلوب ان تحققه الحكومة شعار  "لا للركوع ولا للجوع" بحيث تكون الحكومة قادرة على تجاوز كل التحديات مع حفاظها على ثبات الموقف والتمسك بالثوابت، والموطن اذا خير بين القدس وراتبه سيختار الاثنين ولكن القدس اولاً، اذا خير بين راتبه وراتب الاسرى والشهداء سيختار الاثنين وراتب الشهداء والاسرى اولاً، اذا خير بين راتبه وكرامة شعبه سيختار الاثنين وكرامة شعبه أولاً، هكذا الامور بوضوح تام ، فشعارات نموت ويحيى الوطن تنطبق على الفرد لأجل الشعب ولكن اذا مات الشعب ما حاجتنا للوطن؟! وما الحاجة لوجود حكومة لا تستطيع المواجهة والتحدي وتوفير الحد الأدنى المطلوب.

الحكومات السابقة اتخذت إجراءات تقشف وفرضت ضرائب تحت شعار الصمود في وجه الإجراءات، وثبت ان هذه الإجراءات لم تصمد شهرا واحدا عندما  قامت "اسرائيل" بحجز اموال المقاصة او تأخرت جهة مانحة عن دفع الالتزامات التي عليها !! رغم ما سببته من معاناة للمواطن وحياته ومشاريعه.

لماذا لا توجد للحكومات خيارات للبحث عن جهات مانحة لا تساعد الاحتلال في ضغوطه او تواجهها في حال حصلت!!

ولماذا لا يتم إعادة النظر في الحساب الموحد اي ان يكون لدينا هيئة البترول او هيئة التبغ او مشاريع لا يعلم عنها من يستهدفوننا بفرض الحصار المالي!! نريد حكومة تفعلها بذكاء .

المطلوب من الحكومة القادمة ان يكون أشخاصها من الموثوق بهم وقادرون على مواجهة التحديات وان يكونوا قدوة في السلوك يجوعوا معنا، لماذا لا نرى الوزير او رئيس الوزراء بلا موكب ويتنقل في سيارات الأجرة وبدون مرافقين، هل التقشف فقط بخصم من راتب الموظف المثقل بالقروض والديون ام بالمعلم الذي لا يجد اجرة المواصلات للوصول لعمله!!

ما يحتاجه الناس الآن في حال استمر الاحتلال في حجز الاموال :

خطة من الحكومة بعد المشاورات مع ممثلي الشعب وخبراء طويلة الأمد يشمل قبل الخصم من رواتب الموظف او فرض ضرائب على الشعب اشراك كل شرائح الشعب في التصدي لذلك مثلا شركة الكهرباء تحصل على جزء من فواتيرها من الشعب وكذلك مصلحة المياه وشركات الاتصالات والجامعات والمدارس ، وعلى البنوك ومن خلال سلطة النقد عدم إرجاع الشيكات ووقف الخصم للقروض دون فوائد ، وكذلك السوبر ماركت يمنح المواطن ديون ميسرة لشراء حاجاته وكل ذلك بضمانة وتوجهات الحكومة والجهات الرسمية ، لا نريد بيوت بلا كهرباء او مياه او طالب يترك جامعته لعدم سداد الاقساط، الصمود ان نعيش بكرامة جميعاً وليس لشريحة دون الاخرى ، وكذلك ان تعمل المساجد ووجوه الخير لكي تحفز الشعب على التماسك ومساعدة القادر لغير القادر ، البعض سيقول لا يوجد تشريعي واقول يوجد بديل نقابات حرة منتخبة او رؤساء بلديات احرار منتخبين او أكاديميين وطنيين او قيادات او اسرى محررين لديهم مصلحة الشعب والوطن فوق مصالحهم.

نريد حكومة في حال عاد الاحتلال ودفع حق الشعب من الضرائب برامج للقضاء على الفقر ودعم المزارع، نريد حكومة تعيد رواتب ابناء غزة وتضع برنامج لها ، فغزة جزء من الوطن اذا جاعت يعتبر ذلك فشل لنا لان السلطة لكل الشعب هنا وهناك، نريد حكومة تواجه إجراءات الاحتلال في القدس وتخصيص موازنه خاصة لها، نريد حكومة تعيد الحريات وتفعيل الحياة الديمقراطية مهما طال الانقسام وإعادة النقابات وإجراء الانتخابات لكي تكون الرقابة الشعبية على ادائها دائمة وفِي كل الظروف .

نريد حكومة لا تقول قاطعوا البضاعة الاسرائيلية دون قرار وقانون يمنعها من دخول الاراضي الفلسطينية ، و دون القول هناك اتفاق باريس لان "اسرائيل" لم تحترم اي اتفاقية .

نريد حكومة تضع الفاسدين من الرتب العالية في السجون ، نريد قضاء مستقل وفعال ، يحاسب الكبير قبل الصغير .

نعم المقياس مدى تلبية الحكومة لحاجات الناس، وتسمع الناس وتكون بينهم ومنهم ومعهم وعندها ستجد ان الكل الفلسطيني في خندق المواجه مع الحكومة دون أشغاله بقوت يومه .... غير ذلك بيع الوهم بالاسماء الجديدة لن يكون له مفعول الا محدود بأشهر وأيام لتعود المسيرات والفعاليات الداخلية ، وسماع التهم ضد الشعب ، فلا نريد ان نسمع ان هذه الحكومة حكومة الرئيس المنتخب بل نريد ان نسمع ان هذا الشعب شعب الرئيس الذي انتخبه ، وكلف الحكومة لخدمته.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير