صناعة الخيزران.. حرفة تراثية تصارع من أجل البقاء في غزة

13.03.2019 05:17 PM

وطن- غزة- صباح حمادة: بحذرٍ شديد يقلب أعواد الخيزران على لهب شديد الاشتعال، ليتمكن من ثنيها بسهولة في سبيل صناعة أشكال جميلة من الأثاث، رغبةً منه في المحافظة على إرث تركه آباؤه وأجداده.

يقول الفلسطيني طارق خلف لــوطن: "منذ أكثر من عشرين عاماً وأنا أعمل في مهنة الخيزران، فهي مهنة توارثناها في عائلتنا من آباءنا وأجدادنا منذ مئات السنين، فنحن أول العائلات التي عملت في مهنة الخيزران في قطاع غزة". 

ويوضح خلف أن مهنة صناعة أثاث الخيزران ليست بالمهنة السهلة، بل تحتاج إلى صبر ومهارة ودقة وتركيز، وتعتبر من أهم الحرف اليدوية التراثية الفلسطينية التي تعبر عن الماضي العريق، وتحتاج لمجهود كبير وسنوات طويلة من الخبرة لإتقانها.

ويؤكد طارق لــوطن، أن صناعة الخيزران كانت مهنة مزدهرة، إلا أنها شهدت تراجعاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به غزة، من اقتطاع لرواتب الموظفين، واستمرار الحصار منذ 12 عاماً.

ويشير خلف إلى أن الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر بشكل مستمر، أدى إلى ارتفاع تكلفة صناعة الخيزران؛ بسبب نقص المواد الخام التي يتم استيرادها من الخارج، موضحاً أن كل هذه الأسباب أثرت على القدرة الإنتاجية لهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

ويبين خلف أنهم قبل تدهور الأوضاع الاقتصادية في غزة كان لديهم 13 عاملاً، إلا أنهم بسبب الظروف اقتصروا على ثلاثة عمال دائمين فقط، وفي حالات زيادة الطلب من قبل المستهلك يتم الاستعانة بالموظفين القدامى بشكل جزئي.

ووجه خلف عبر وطن رسالته لكل الجهات الرسمية الفلسطينية العمل على ابراز حرفة الخيزران والحفاظ عليها، لأنها تعكس الهوية الفلسطينية للعالم.


 

تصميم وتطوير