فخار غزة يقاوم الاندثار!

21.03.2019 04:47 PM

غزة- وطن- نورهان المدهون:

صناعة الفخار من أقدم الحرف اليدوية التراثية في قطاع غزة، ففي منطقة " قوز أبو حمام" الحدودية شرق دير البلح؛ يمتلك المُسن "عطاالله سلمان عطالله" معملاً لصناعة الفخار، فيجلس مستأنفاً عمله بين أكوام الطين الشامخة ويضرب بيديه فيبدع بتحويلها إلى لوحات فنية غاية في الروعة والجمال.

يشرح عطالله لـ وطن طريقة صناعة الفخار قائلاً:" نجلب الطين الخام ونجففه لمدة أسبوع قبل أن يتم وضعه في حفرة كبيرة عمقها متر، ويمزج جيداً ويصفى من الشوائب، ويوضع في حوض مساحته 5 أمتار ويعرض تحت أشعة الشمس لمدة 3-4 أيام ، فيصبح الطين بعد ذلك جاهزاً للمرور عبر الآلة التي تُشكله إلى أعمدة، وبعد ذلك يكون الطين وصل لمرحلة التشكيل اليدوي بواسطة الدواليب".

ويضيف:" بعد اكتمال شكله يتم عرضه تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع كي يجف من الماء، وتأتي المرحلة الأخيرة حيث يتم إدخال الأواني إلى فرن تصل درجة الحرارة فيه إلى 900 درجة مئوية".

ويشير عطالله لـ وطن أن مهنته متوارثة أباً عن جد، حيث بدأ والده بتأسيسها عام 1945 ، وهو بدوره سيورثها لأبنائه الذين يشاركوه العمل في الفاخورة، منوهاً إلى أن عائلته هي الأقدم والأشهر في صناعة الفخار على مستوى قطاع غزة.

ويلفت عطالله إلى تراجع الإقبال على الأواني الفخارية بقوله :" اعتمد قطاع غزة في الماضي على الفخار في الطهي وحفظ المياه وتخزين الزيتون، فيما حلت الأواني البلاستيكية مكانها مما أثر على صناعة الفخار"، منوهاً إلى مابين عام 1950-1970  وصل عدد معامل الفخار في قطاع غزة إلى 50 معملاً ،فيما وصلت في الفترة الحالية إلى ثلاث معامل فخار هو واحد منهم.

وعن الأيدي العاملة لديه قال عطالله لـ وطن :" كان عدد العمال مضاعفاً أما الآن فيقتصر على أولادي فقط"، موضحاً أن نسبة الإنتاج لاتتجاوز الـ 5% مقارنة بالفترات الماضية.

وشكى من مشكلة الكهرباء التي ضاعفت من تكاليف الإنتاج، إضافة للحصار ومنع الاحتلال تصدير الفخار منذ عام 2007، وختم حديثه بمناشدة الجهات المعنية لدعم صناعة الفخار، والضغط لإعادة تصديرها ومقاومة اندثارها.
 

تصميم وتطوير