أزمة البروفيسور واعادة الامل

31.03.2019 08:58 AM

كتبت لينا ابو هلال: البرفيسور الشاب، لم يكن متمكناً بالطب فحسب، بل كان بارعاً في إدارة أزمته الشخصية بطريقة مهنية وأخلاقية، عنوَّنها بـ "قيمة الأنسان"

لقد استمعت لمقابلة "البرفيسور" عدة مرات، وفي كل مرة استمع لحديثه أشعر بالأحراج. ... في كل مرة أسال نفسي، كيف استطاع هذا الجرّاح أن يضمد جرح قلبه؟ ماهي القدرات العظيمة التي منحه الله أياها دون سواه ليستطيع أن يطل على من خيّب أمله واتهمه في مهنيته وعلمه، يطّل راسماً ابتسامة متواضعة وواثقة وبكلمات تدَّرَس كمنهاج للإدارة الحديثة في أعتى الجامعات العالمية ... نعم لقد كانت مقابلته درساً في الإنسانية والإدارة والطب والعلاقات العامة وحب الوطن.

"البرفيسور" الحاج، لقد كنت راقياً حتى في غضبك، وكاظماً للغيض بطريقة يعجز أمهر أساتذة الإعلام واللغة وعلم اﻻجتماع وغيرهم من إتقانها ... فموقف كالذي تمر به، وظرف كظرفك قد يوقع كل هؤولاء في زلة لسان مبررة ... لكنك أبداً لم تخطىء، ولم تأبى إﻻ أن تبقى شامخاً وواثقاً ووطنياً، والأهم! إنساناً .

كم نحن بحاجة للكثير من سليم الحاج ليعيد لنا اﻷمل، ولتعود لنا وطنيتنا التي تاهت على سلالم النفوذ والأنا...
كم نحن بحاجة للكثيرين من أمثالك يا طبيب القيم لنستعيد القيم.

خسرت كثيراً جامعتي بظلمك، وخسرت أكثر في إدارتها للأزمة، فأنت بذكاء وإخلاص جعلت منهم خصماً؛ ضعيفاً ومتخبطاً، يحمل السيف وحده.

بإنسانيتك، أحبطت قدرتهم على طعن قلب من يزرع القلوب وينّفذ إرادة الله في إعادة الحياة.

في هذه الأزمة، خسرنا ثقتنا في واحدة من أهم جامعات الوطن، ولكننا كسبنا مهنياً، محترفاً، ورجلاً كاظماً للغيظ، عنيد الحضور ... شرس العطاء

شكراً لتلك الأزمة التي منحت الشباب قدوة عز في زمن غابت به العزة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير