حمّام السمرة يختزل تاريخ فلسطين بين جدرانه

31.03.2019 04:45 PM

غزة- وطن- صباح حمادة: تحتضن أزقة حي الزيتون في مدينة غزة "حمّام السمرة الأثري"، والذي يُعد أحد أهم المعالم المعمارية العثمانية في فلسطين والمقام على مساحة 500 متر، وهو الحمام الوحيد الذي لا يزال قائماً حتى اللحظة في قطاع غزة، ضمن الكتلة العمرانية القديمة التي تتألف من الجامع العمري الكبير وسوق القيسارية وخان الزيت، والتي تقع جميعها في قلب مدينة غزة القديمة.

الحاج سليم الوزير مدير عام حمّام السمرة، يروي لــوطن القصة التاريخية للحمّام الذي يقدر عمره بنحو ألف سنة، وجرى ترميمه للمرة الأولى في عهد المماليك سنة 685 هجرية علي يد الملك سنجر بن عبد الله أحد مماليك مصر، وآلت ملكيته فيما بعد لآل رضوان قبل أن تستقر ملكيته لعائلة الوزير وهي من أعرق العائلات في غزة.

ويوضح الوزير أن الحمّام يتكون من أربعة أقسام، وهي كالتالي "المستوقد" مكان ايقاد النار، ويوجد في طرف الحمّام لا يراه الزوار ولا يشتمّون رائحة النار، "المشلح" عبارة عن غرفة صغيرة لخلع الملابس، ويجب أن تكون الملابس مطابقة للشريعة الإسلامية، قبل أن تصل إلى غرفة واسعة هي بمثابة بيت الحرارة لقربها من بيت التسخين، وهي غرفة مشبعة بالبخار والحرارة العالية أيضًا وبداخلها مغطس مياه ساخنة.

والجزء الثالث عبارة عن القاعة الرئيسة وتضم إيوانين، الأول تغلب المطرزات التراثية الفلسطينية على أوسدته وأسرته ويستخدم كاستراحة خارجية للمستحمين بعد الانتهاء من الاستحمام، أما الإيوان الثاني فتم تحويله إلى كافيتريا للنزلاء تصطف على جانبيه أباريق الفخار القديمة.

ويتابع الحاج سليم حديثه لــوطن عن فوائد الحمام، يقول " في البداية الحمام نظافة وطهارة واستجمام، وأيضًا منه علاج طبيعي فهو يعالج جميع أنواع الروماتيزم ولفحة الهواء ويساعد في علاج العقم عند الرجال والنساء، ويعمل على تنشيط الدورة الدموية وعلاج تقلص العضلات وكثير من الأمراض الأخرى".

ويشير إلى أن عادة ارتياد العرسان للحمّام عادت من جديد لدى الغزيين، فالعرسان قبل موعد فرحهم سواء العريس أو العروسة يأتون للحمام لعمل اللازم لهم حتى يظهرون بأبهى حلة.

ويؤكد الحاج سليم أن زيادة إقبال الزبائن والراغبين على الحمام رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، مكنتهم من الحفاظ على الحمّام وصيانته بشكل سنوي، داعياً الجميع لزيارة حمّام السمرة والاستفادة من فوائده الطبية والاستمتاع بأجوائه التراثية.
 

تصميم وتطوير