سائق لكل مواطن .. ليست كذبة نيسان !

01.04.2019 11:21 AM

كتبت ريم أبو لبن : لم تغمض أعيننا بعد في بلد"الشبابيك" كما أسميتها، حتى أن البعض فيها لم يستيقظ مبكراً تحسباً لما هو قادم من هناك... أي من عند أصحاب البدل "المخملية"، لاسيما وأنهم يتفنون في البحث عن ملاذ آمن لهم وحتى لو انتهت مدة مكوثهم في أبراجهم "العاجية"، وفي المقابل هناك أبراج إسرائيلية تقنص حياة المواطن الفلسطيني.

فلماذ لا أمتلك مرافقاً، ألست أنا جزءاً من مصلحة عامة؟


الحكومة الفلسطينية أقرت : مرافق لكل وزير .. بعد انتهاء الولاية! ..


انتظروا قليلاً قبل أن تتصيدوا الحكومة القادمة وبقيادة د.محمد اشتية، حيث شمل القرار أعضاء حكومة تسيير الأعمال الحالية الـ 17 والتي تقترب من نهاية المنعطف تاركة خلفها أزمة مالية، وقرارات "غير شرعية"، وعباءات تخفي ملفات "مغلقة"، حتى أن البعض اجتهد لينهي ولايته بقرارات مصيرية قد يجدها البعض "كارثية"، والبعض الآخر يلوح بها ظناً منه بـ " التغيير". (كيف تقنعون أم العبد بالتغيير وأنتم راحلون؟).


في المقهى ..

يقول مرافق في المقهى : " لا شيء يعجبني، لا المكان، ولا الظروف... أريد أن استرح"


قدماه تتكئان على مقعد " أسود" دون حراك، وعيناه ترصدان وقعاً لأقدام الزبائن في ذاك المقهى الذي يقدم لزبائنه كوباً من القهوة بـ "15" شيقلاً، ولاعتبارات "شكلية" فقد قدمت بطبق من ذهب، في حين يمنع من الجلوس لاحتساء قهوة (الذهب) بجانب زميله في العمل وذلك لاعتبارات "لوجستية" أقرها صاحب البدلة "المخملية".


عيناه لا تكفان عن الرصد، وقدماه لم تتحركا خطوة للأمام ولا حتى للوراء، وبقي صامتاً لمدة 3 ساعات متتالية، غير أن الناظر إليه يلمح به شيء من المشاكسة، لاسيما وأنه التقط خلسة قطعة من الحلوى "كوكيز" من طبق رفيقه وخبأها بين يديه حتى يلحظه أحد...


فلماذا لا يحصل على سائق هو الآخر، ألا يحمي المصلحة العامة؟


في الانتظار، يصيبنا هوس برصد كل الاحتمالات الكثيرة، ربما نسيت نفسي كمواطن، وربما ضاع حقي وانا انتظر، وربما ضاعت هويتي وعنواني... فانقطع أملي بحكومة حالية .. لأقول بصمت : " لا نصيب لي في الحكومة الجديدة...وحتى من "القوت" البسيط.


أعاود النظر إلى ذاك المرافق الذي يرتدي اللباس العادي، قميص أبيض وبنطال أسود لا يتسع إلا لهموم هذه البلاد أي بلد " الشبابيك"، حيث لا ملجأ الا النهوض باكراً من حلم به (المرافق وسائقه) حيث تنصل من واقع لكونه يعمل كـ مرافق وسائق لصاحب البدلة "المخملية" ذاك.


استيقظ من حلمه مبكراً، فهو كما غيره ينام واقفاً من التعب، تعب  م رصد المارة وحماية فرد من حكومة (مقالة)، حتى أن البعض قال ممازحا اياه : " اليوم مش يوم الوقفة .. اجلس". وفي ابتسامة خاطفة وبها خوف من رؤيته يقترف أمرا قد يعلق به مصير عائلته "اللاجئة"، وهز اصبعه "السبابة" كي يقول لا .. هي أوامر الوزير.
مرت الساعات، وما زال صامداً ومتمرساً في مكانه، وعاود التقاط قطعة حلوى أخرى، وعاود اخفائها مجدداً، ولم ينتهي من تناولها حتى باغته موعد رحيل صاحب "البدلة المخملية"، ليسارع بوضع ذاك المعطف "الأسود" الطويل وبمحيط ذراعي من حاصرت قدماه وقوفاً، واطبق بيديه على جسده النحيل، وعيونه تطبق على بلاد يحكمها " الظل" ويحجبها " الضباب".


" سائق لكل مواطن" ..هي ليست كذبة نيسان، هي حلم مواطن فلسطيني في حكومة جديدة، وبمضمونها توفير أبسط حقوقه، فمن يحميه في ظل أزمة خانقة لا يعرف مصيرها بعد؟... هو جزء من مصلحة عامة.
 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير