وكان في ماكان

01.04.2019 01:18 PM

كتبت: ميسا جيوسي

ودق جرس الهاتف وعبر صوت موظفة الاستقبال في أذني، صباح الخير يافندم، الساعة السادسة صباحا.

حينها تذكرت انني طلبت اتصالا منبها لالملم  يومها خيوط الفجر باكرا من فوق قباب القدس ومن على زوايا صلبانها. فأرتدي قفطانا مغربيا واهم جارية ليقبل جبيني تراب المسجد الأقصى. في صلاتي اسمع همس طفل سوري يمازح نظيرا له ليبي، ان اتبعني فأنا اسرع من الريح نحو روضة في اليمن نلهو بها. ويصدح بصوت الأذان فتى مصري جزل تخرج من جوفه حروف العربية ممتلئة بفخامة عز مثيلها. ويؤم الصلاة في المسجد شاب من ريف دمشق وهبه الله من القدرة والشجاعة والعلم ما جعل عمره الصغير يغيب في حضرة علمه الغزير.

ودعانا وريث نزار لأمسية شعر في الجولان وأرز لبنان يملأ الجو عبق حرية يافعة نضرة. ويجود صديق خليجي بفنجان قهوة عربية مندى بالهيل، وأصوات من الجزائر تزيد المكان بهجة وحبور...

وكلنا نعبر من القدس على طريق المسيح للأردن ونعرج بمصر فالعراق واليمن وسوريا وليبيا وتونس والجزائر والصومال والسودان وموريتانيا...
جميل هو نيسان وما يحمل من كذب جميل...
لكن لما نفقد الأمل بقدرة القادمين على ان يحققو ما عجز عنه السابقون والمعاصرون؟؟؟

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير