مسعدة!! الفتاة والارض

01.04.2019 02:28 PM

 كتب: شادي صافي : مصادفة كان اللقاء مع مسعدة، الفتاة الجميلة، وأسماها والدها نسبة الى قريته، التي نزحَ منها الى جباثا الخشب في الجزء المحرر من الجولان السوري، لم يكن الاسم صدفة. هما يشبهان بعضهما.

مجدل شمس، بقعاثا، عين قينة، مسعدة، التي رفض سكانها الخنوع منذ احتلالها في حزيران 1967، وقبول بديل عن الجنسية السورية، يبقى الصمود في قرى الجولان السوري المحتل، رغم الجهد الذي يبذله الكيان الصهيوني، في بناء المستوطنات وإنشاء المشاريع، لاستقطاب رأس المال والمستوطنين، لتثبيت واقع الاحقيه، ومنع العرب التفكير بتغيره.

لم يكن الرابط الورحي لسكان مرتفعات الجولان فقط لجمالها، كان ايضاً، أدراكهم بأهميتها الاستراتيجية الاستثنائية على المستوى العسكري والاقتصادي، بالنسبة لمن يسيطر عليها، وتسمح جغرافيتها الفريدة وقممها المرتفعة بالإشراف على العاصمة دمشق شرقاً، وعلى سائر المدن فلسطين المحتلة. كما تطل على مناطق في الأردن ولبنان، ومن يسيطر عليها عسكرياً ، يمكنه أن يطال أي مكان حتى بأبسط الأسلحة التقليدية. اقتصادياً تحتوي هضبة الجولان على الموارد الطبيعية، فهي أرض زراعية خصبة، يشتهر أهلها من العرب السوريين بزراعة التفاح، في حين تستثمرها "أسرائيل" في زراعة العنب لإنتاج أفخم أنواع النبيذ. بالاضافة انها اكبر تجمع مائي بالمنطقة العربية.

كان انتصار سوريا على الارهاب، والخسارة التي منيت بها امريكا في اسقاط الرئيس السوري، وتثبيت نفوذ روسيا في الشرق الاوسط، وبإعتبار ايران حليفاً أساسياً. لم يعد منطقياً للكيان الصهيوني، إعادة فتح ملف المفاوضات بشأن الجولان؛ ومما سبق، ولتثبيت معادلة أمن "أسرائيل" وتحقيق مصالح مصالح امريكية وإعادة توتير الاوضاع في المنطقة يأتي اعتراف ترامب "بسيادة اسرائيل"على الجولان، علماً أنه يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تطالب الكيان الإسرائيلي بالانسحاب منه؛ ومخالفاً القانون الدولي الذي يقرر ضرورة احترام سيادة سوريا، واتفاقية فك الاشتباك بين سوريا والكيان الصهيوني الموقعة في 31 أيار 1974م في جنيف بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية. 

مسعدة.. القرية والفتاة الجميلة!! كيف لهما بعد ان ارتبطت الروح البشرية بالارض، ان تعترفا بإي قرار امريكي !!! ومن يقنع سكان مجدل شمس بعد ٥٢عام من الصمود الاعتراف بالكيان الصهيوني !!!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير