شو بصير بفلسطين ..قناة الفلسطينيه وقناة معا والحبل جرار ..

03.04.2019 10:26 AM

كتب : رياض سيف

 

فوجئت كما فوجيء المشاهد الفلسطيني والعربي بتوقف قناة الفلسطينيه عن البث . وليس بعيدا ان تلحق قناة معا وغيرها من المحطات الخاصة والاهليه في فلسطين بالركب لتبقى الساحة مرهونة للصوت الواحد (صوت قناة فلسطين ).


فقد تعودنا اذا ما اردنا ان نهرب من الاتجاه الواحد الى اتجاهات فلسطين المتعددة ان نلجأ الى قناتين فضائيتين اثبثتا -اضافة الى بعض المحطات المحلية - قدرتهما على نقل صورة الوطن بشيء من الحيادية والعمومية في برامجهما الاجتماعيه والاقتصادية والسياسيه , وكانت متنفسا حقيقيا لمغتربي الوطن عبرهذه القنوات رؤية ابعاد صورة وطنهم بعفوية وبساطة وشمولية تلبي حاجتهم , وتجعلهم اكثر قربا من حيثيات واقع اهلنا الداخل المحتل اضافه الى تلبية تعطش المشاهد الفلسطيني في رؤية نفسه ضمن الصوره المنطلقه من عقال التقوقع ضمن خط واحد  . ولايعني هذا ابدا التقليل من دور مؤسسة هيئة اذاعه وتلفزيون فلسطين , فكل له سياسته واسلوبه , وبالمحصله  فان تواجد هذا العدد من الوسائل الاعلاميه هو تكامل لنقل صورة الوطن بكل انتماءاته وتنوعاته . وفي حالة انزواء قناة او اختفائها فأن الخسارة كبيرة وفادحة , سواء للمشاهد او لتلك الفئة  المبدعة التى قدمت وعلى مدى سنوات ما استطاعت اليه سبيلا ..


قناة  معا وقياسا الى امكانياتها قدمت الكثير من البرامج المهمه واسهمت في تشكيل الدراما الفلسطينيه من خلال مسلسلات فلسطينيه لاقت صدى في اوساط المشاهدين ..ولها الفضل في طرح مبدأ الشراكة مع المحطات الفلسطينيه المحليه لتلتحم جميعها وتصب في خانة نقل الخبر والصوره عن كل ما يدور في فلسطين . ومع انتقالها الى عالم الفضاء اصبحت علامة فلسطينيه مسجله ومعبره عن الامل والهم الفلسطيني في عمق الداخل وفي الاراضي المحتله على طول مساحتها ..


اما الفلسطينيه فحكايتها طويله , بدأت بفكرة جريئة من الاعلامي ماهر الشلبي , وكان ظهورها المبكر قبل سنوات من افتتاحها حيث اخذت حيزا دعائيا للبرومو الخاص بها مع بعض الوصلات الفلسطينيه الخفيفه ..واختفت لتظهر ثانية في عام 2009 كقناة فتحوية تمول من قبل حركة فتح , لتبث لساعات محدوده ببرنامج   سياسي واحد موجه وبعض برامج متنوعه ومشتراه من اراشيف عفا عليها الزمن ولم تكن على مستوى ماهدفت اليه القناة لضعف في ادارتها وعدم اهتمام باساسياتها رغم انه قدم لهذه المحطة عروض هبات من دولة اسلاميه بتجهيزها فنيا وتقنيا بجميع ما يلزمها من استوديوهات ومعدات ووسائل نقل تلفزيوني مع تدريب لكوادرها بما لايقل عن عشرة ملايين دولار امريكي , لكن العقلية البروقراطيه والوظيفية كانت في واد اخر غير واد انجاح القناة رغم توفر امكانية الدعم المالي واللوجستي لها من قبل الحركة , ولذا ورغم الملايين التى صرفت عليها فقد كانت عاجزة عن تقديم شيء ذو اثر اعلامي مما ادى بعد اشهر قليله الى اقفالها وتسليم مفاتيحها لصاحبها الاصلي .


وباصرار الاعلامي ماهر الشلبي ودرايته وحنكته في ادارة الامور الاعلام تم اعادة فتح قناة الفلسطينيه التى كانت حدثا اعلاميا مهما في نقل الرواية الفلسطينيه للعالم من خلال برامجها المتنوعة في زمن عزف فيه المشاهد الفلسطيني عن شاشة تلفزيون فلسطين حيث كان في تلك الفترة مهلهلا متخبطا بظل ادارة منتفعه او ذات اغراض مصلحية مكشوفه بجميع جوانبها وحيثياتها , وكنت في اكثر من مقال قد سلطت الاضواء على تلك الحقبة التى كانت امتدادا لحقبات سابقه موصومة بالفساد وسياسة التوريث والالوهية لكل من تحكم في ادارتها . واختصارا لكل الارهاصات والمعناة التى مرت بها المحطات الفلسطينية الخاصه وتمر بها في الوقت الذي احوج ما تكون القضية له من الصوت الفلسطيني المتنوع والحر ..


فأن يقلقنا في هذا السياق هو هذا الحال الاعلامي الذي وصلت اليه الساحة من اغلاق لمؤسسات كانت تمثل منبرا حرا ورأيا مستنيرا وابداعا شبابيا كان غرضه تنوع الصوره ونقل فلسطين بكل تفاصيلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسيه الى العالم بطريقة حضارية لاتعادلها ملايين تصرف هنا وهنا هباء من اجل فكرة لاتجد من يحسن ادارتها او شراء برامج لترضية بعض المتنفذين واعوانهم من منتجي الخارج الفلسطيني بما يترتب على ذلك اهدار للمال العام على حساب قدرات وابداعات وعطاءات الفنانين والاعلاميين الفلسطينيين( ولنا وقفة لاحقه بهذا الشأن من خلال متابعتنا الحثيثه لكل هذه التفاصيل وبالصوره والتى مازال بعضها قائما حتى يومنا هذا ).. واخيرا لا اخرا اتفق مع ماهر الشلبي في صرخته المتوجعة والتى لم تمسه كصاحب رسالة فقط بل مست كل غيور ومحب لهذه القناة وغيرها حين قال(ان الاعلام الفلسطيني الخاص وصل الى ذروة عطائه وقدرته بكل الصور في نقل الرواية الفلسطينيه للعالم وتجند لصالح القضية والانسان , فلصالح من يتم اسكات الاعلام الفلسطيني الخاص الان وبهذا الوقت بالذات ؟؟ )
نفس السؤال نسأله ونرجوا ان نجد اجابة شافية له .!!!!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير