قراءة في فوز فتح الساحق في جامعة الخليل

05.04.2019 11:22 AM

كتب: د.عبدالله كميل

ان النتائج المذهلة التي تمخضت عنها انتخابات مجلس الطلبة في جامعة الخليل لم تكن محض صدفة ولا سيما اننا نتحدث عن مركز حماس التقليدي تاريخيا فقد حصلت فتح في هذه الانتخابات على ثلاثين مقعدا من اصل واحدا واربعون مقعدا هي مقاعد مجلس الطلبة وحصلت حماس على احد عشر مقعدا ولم تبلغ بقية الفصائل على نسبة الحسم ولو عدنا سنوات طويلة الى الوراء لوجدنا ان حماس التي تمثلها الكتلة الاسلاميه كانت تحصد غالبية المقاعد فما هي الاسباب التي ادت الى هذا التقدم غير المسبوق لحركة فتح التي تمثلها حركة الشبيبة باسم كتلة الشهيد ياسر عرفات والتراجع غير المسبوق لحركة حماس ؟؟؟ هل ما جرى نتاج حسن اداء لحركة فتح؟؟ وبالمقابل هل ما جرى عقوبة لحركة حماس على ما اقترفته مؤخرا بحق ابناء القطاع حيث القمع والتعذيب والتنكيل ؟؟هل هو نتاج تراكم الوعي والادراك لدى شريحة الطلبه وعدم فعالية استخدام الدين والشعارات الثورية البراقة التي استخدمتها حماس طيلة السنوات السابقة؟؟هل سيق الطلاب بالقوة للادلاء باصواتهم لصالح فتح ؟؟ اسئلة مشروعة كثيرة لابد من الاجابة عليها بموضوعية وتجرد بالشكل التالي:-

1- ان استخدام الدين وشعار المقاومة من قبل حماس اصبح غير ذي جدوى امام الوقائع التي تحدث على الارض بدئا من عمليات القتل واستخدام القوة للاستيلاء على قطاع غزة مرورا بالبطش والتنكيل الذي طال الالاف من ابناء غزة بشكل عام و ابناء فتح هناك بشكل خاص  كاسلوب دموي وقاسي يتناقض وابجديات الدين الاسلامي للسيطرة على قطاع غزة وكذلك قدرة فتح على ابراز حماس كفصيل شغله الشاغل القمع والتعذيب والاعتداء على ابسط حقوق الانسان في قطاع غزة ولا سيما اثناء ثورة الجياع (حراك بدنا نعيش) في الاونة الاخيرة والذي واجهته حماس بسياسة تحطيم العظام والاعتداء على الاطفال والنساء والشيوخ وانتهاك حرمات البيوت ما ذكر الناس بسياسة اتسحاق رابين لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية الاولى ما ادى الى خلق تعاطف شعبي مع حركة فتح والنفور من حركة حماس .

2- عدم تجاوب حماس مع كل جهود المصالحة وتنصلها من الاتفاقات في هذا الاطار وعدم قدرتها على اقناع الشارع بوجهة نظرها لا سيما ان هناك اجماعا شعبيا على ضرورة الوحدة للتصدي لما يسمى بصفقة العصر .

3- عدم قدرة حماس على ابراز نفسها كحركة اصلاح في قطاع غزة بل على العكس من ذلك فقد تغول فيها التيار الدموي المتطرف وبرز في حكمها الفساد الواضح والذي اتسم ببروز اعداد ضخمة من اصحاب الملايين من تجار الانفاق ناهيك عن استخدام العنف للحصول على الضرائب والرسوم الباهظة التي اثقلت كاهل الغزيين اضافة الى التفرقة الواضحة بين المحسوبين على حركة حماس وبين عموم ابناء غزة.

4- سلسلة التراجعات الفكرية والسياسية لحركة حماس ما افقدها مصداقيتها امام الشارع الفلسطيني ولا سيما عدد كبير من المحسوبين على حركة حماس..

5- تنقل حماس من حضن هذا النظام الى ذاك النظام واخرها النظام القطري والذي يجاهر بالقول ان علاقته مع حماس جاء بناء على طلب من الادارة الامريكية وكذلك نقل الاموال القطرية بموافقة اسرائيلية لا بل عبر المعابر الاسرائيلية.

6- التصريحات الاخيرة على السنة بعض قيادات حماس والتي قالت بجاهزية حماس للجلوس مع الادارة الامريكية في الوقت الذي اتخذ الرئيس الفلسطيني موقفا صلبا في مواجهة هذه الادارة بعد قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وكذلك الاعداد لاطلاق ما يسمى بصفقة العصر والتي اصبحت معالمها واضحة.

7- يأتي كل ذلك في ظل صلابة موقف حركة فتح السياسي في مواجهة القرصنة الاسرائيلية على اموال شعب فلسطين بحجة دفع الرواتب للاسرى وذوي الشهداء والجرحى حيث رد الرئيس على ذلك ايضا بقرار دفع كامل مستحقات الاسرى وذوي الشهداء كاولوية وقبل مستحفات موظفي السلطة .

8- قدرة فتح التنظيمية وحسن اداءها ما ادى الى التفاف غالبية طلبة جامعة الخليل حولها حيث ان الخلافات الداخلية سابقا كانت من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى التراجع والضعف اضف الى ذلك تجربة حركة فتح الايجابية في ادارة مجلس الطلبة في السنوات الاخيرة ما جند اعداد كبيرة من الطلاب . 

واخيرا فان حسن اداء فتح السياسي والوطني والتنظيمي وثبات موقفها الرافض للاملاءات الامريكية وكذلك عدم قدرة حماس على تسويق نفسها كحركة مقاومة حيث توقفت منذ خمسة عشر عاما عن العمليات وكذلك استخدام الدم والحروب من اجل تثبيت حكمها في غزة وكانه الهدف الاوحد لها  والتفاوض فقط لتحسين الظروف وادخال الاموال القطرية بمباركة امريكية وموافقة اسرائيلية فمن الطبيعي امام كل ذلك ان تقفز فتح من ٢٢ مقعد الى ٣٠ وتهبط حماس هذا الهبوط السريع من ١٩ مقعد الى ١١ مقعد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير