فيديو .. "أريد فقط أن يعود لي بصري"

دخل مبصرًا وخرج أعمى.. محمد صافي يروي لوطن كيف فقد بصره بسبب اعتداء الأمن الداخلي في غزة عليه

رام الله - وطن: اتهمت عائلة صافي من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، جهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس، بالتسبب في فقدان ابنها محمد صافي ديب سليم صافي (27 عامًا) لبصره على خلفية مشاركة محمد في حراك "بدنا نعيش" الذي أطلقه نشطاء من غزة احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

وفي اتصال مع وطن، أكد محمد الموجود حاليًا في مستشفى الشفاء في غزة، أن جهاز الأمن الداخلي في شمال قطاع غزة قام باعتقاله يوم الثلاثاء 19/03/2019، على الرغم من أنه كان على موعد لإجراء عملية جراحية في عينه اليمنى في اليوم التالي.

وبحسب ما صرّح به محمد، فإن عينه المتعبة كانت ملفوفة وظاهر مدى تأثرها، وأنه ناشد أفراد الأمن بإطلاق سراحه لإجراء العملية الجراحية، لكن الأمن الداخلي قام باحتجازه في "زنزانة" عبارة عن حمام أرضي عفن ومليئة بالروائح الكريهة والحشرات"، لمدة 3 أيام، تعرّض خلالها للضرب بالبساطير على جميع أنحاء جسده ورأسه.

وأكمل محمد: "في يوم الخميس 21/03/2019 أنهال علينا الأمن بالضرب مرة أخرى.. وعندما أخبرتهم بأن عيني بها مشكلة.. استمروا بضربي قائلين: علشان تبطل تشوف بالمرة"، ليفرج عنه في نفس اليوم.

ورغم الافراج عن محمد، الا ان استدعاءت الأمن الداخلي له استمرت، ووصل عددها خمس مرات، كان يتم احتجازه خلالها في زنزانة انفرادية.

وقال محمد انه في آخر استدعاء له، احتجز في زنزانة لمدة أكثر من 5 ساعات، فغادر مقر الأمن الداخلي وعينه الثانية مصابة بـالغبش، وفي الطريق إلى البيت، فقد بصره نهائيًا، ولم يعد يرى بكلتا عينيه، فجلس على الرصيف، الى أن تعرّف عليه أحد جيرانه وأوصله إلى البيت.

ويكمل محمد "بعد وصولي للبيت، تم نقلي لمستشفى العيون، وقام مسستشفى العيون بنقلي إلى مستشفى الشفاء".

 

 

وأفاد آخر تقرير للفحوصات التي أجراها محمد في مستشفى العيون بوجود "اضطرابات في الخلايا العصبية الواصلة بين الدماغ والعين.. وهو بحاجة لعملية أعصاب".

محمد الذي يقيم حتى الآن في مستشفى الشفاء، اختتم سرد قصته لوطن قائلاً: "الحمد لله.. عني التنتين بشوفش فيهم نهائيًا".

وعند سؤاله عما يريد إيصاله للناس، قال: "أريد فقط أن يعود لي بصري.. وأريد متعلقاتي المحتجزة التي يرفضون تسليمها لي وهي عبارة عن هاتفين محمولين وجواز سفر".

كما طالب محمد بإجراء تحقيق عادل مع أفراد الأمن الذين قاموا بضربه على رأسه.

وحاولت "وطن للانباء" التواصل مع المتحدث باسم داخلية غزة اياد البزم الا انه لم يجيب على هواتفه.