انتخابات جامعة بيرزيت: ديمقراطية ام كراهية ؟

23.04.2019 09:19 AM

كتب: إسماعيل الهودلي

اعتادت جامعة بيرزيت ان تجري انتخابات مجلس الطلبة كل عام في موعدها وضمن الأسس القانونية المتفق عليها من الجامعة والكتل الطلابية، واهمية انتخابات جامعة بيرزيت تأتي من اهتمام الشارع الفلسطيني والتنظيمات الفلسطينية بها، حيث انها تعتبر مؤشر على توجهات الشارع الفلسطيني السياسية وتستخدم هذه الانتخابات لإبراز قوة التنظيمات في جرم الجامعة وخارج اسوارها.

من الملاحظ ان العملية الانتخابية جرت وفقا لنظامها وموعدها ومارست الكتل الخمس دعايتها الانتخابية وفقا للمعتاد، غير ان السمة العامة لهذه الحملات الدعائية امتازت بأنها جاءت انعكاسا لحالة الانقسام الحاد في الشارع الفلسطيني واستغلت كتلتي فتح وحماس اللحظة لمهاجمة كل منهما الأخرى. بسيل كيل من الاتهامات بالقمع وانتهاك حقوق الانسان وغيرها من الاتهامات. ولكن الأهم من كل هذا ان قضية الاحتلال والهموم الطلابية شبه غائبة عن الدعاية وفي سجال المناظرة الطلابية، كما ان الدعاية أظهرت بشكل واضح ركاكة وضعف حجة كل من كتلتي فتح وحماس، والتناقض في خطاب كتلتي الوحدة (المحسوبة على الجبهة الديمقراطية) والاتحاد (المحسوبة على حزب الشعب) وتماسك الفكرة والتركيز على الوحدة الوطنية في خطاب كتلة القطب الديمقراطي) وقد جاءت النتائج مطابقة لقوة منطق كل تنظيم وبالتالي فشلت كتلتي الاتحاد والوحدة وعززت كتلة القطب الديمقراطي من قوتها على حساب اليسار.

غير ان ما يغيب عن ذهن  معظم من يقيم النتائج وهو البيئة الانتخابية  ، من حيث الشكل العملية الانتخابية تمت بشكل ديمقراطي وبدون تزييف او مشاكل تذكر ، اما من حيث الجوهر فإن البيئة الانتخابية الصحية الضرورية لاكتمال العملية الانتخابية فقد  كانت غائبة ومن ملامح هذا الغياب ، استخدام  مصادر السلطة  لصالح كتلة معينة ، الجو الأمني من خلال تواجد مكثف  لعناصر امنية بلباس مدني ، الجو النفسي الذي يخشاه  طلاب الكتلة الإسلامية من المراقبة  والملاحقة الأمنية ، وقد يكون هذا احد الأسباب الرئيسية  لعزوف حوالي أربع الاف طالب عن الانتخابات.

بقي القول ان لطلاب فكرهم المثالي واجوائهم فمن حيث الشكل انتخبوا ممثليهم وبشكل ميكانيكي ومن حيث الجوهر لم يمارسوا ولم يعيشوا اللعبة الدمقراطية بكل تجلياتها واهم قواعد هذه اللعبة ان تنتخب في بيئة أمنة وان تقبل الفوز وتمارسه بتحضر وان تقبل الخسارة بدون كراهية الاخر. ان تكون ديمقراطي ولا تقبل الاخر هذه هي الكراهية وليست الديمقراطية، الغاء الاخر وجه اخر لديكتاتورية الفائز.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير