ليتنا نطلق رصاص الانتصار بدحر الاحتلال

24.04.2019 08:53 PM

رام الله - وطن: أمام مرأى عناصر الشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل،  امتشق عدد من الشبان، بعضهم مكشوف الوجه وبعضهم ملثم، أسلحة، وأطلقوا زخات من الرصاص في الهواء احتفالا بفوز حركة الشبيبة الطلابية في انتخابات مجلس طلبة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل.

لم يكن هذا المشهد الأول من نوعه ، ولن يكون الأخير، فقبل ايام عاشت مدينة رام الله ليلة من الرصاص، أطلقت فيها عشرات الآلاف من الرصاصات في الهواء حتى ساعة متأخرة، امام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية، حتى امتلأ ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وشوارعها بالرصاص الفارغ، وسط احتفال رئيس الحكومة محمد اشتيه معهم.

إن ظاهرة إطلاق النار التي حدثت بعد انتخابات جامعتي بيرزيت وبوليتكنك فلسطين من قبل عناصر من حركة فتح، تطرح تساؤلات على الحكومة والجهات المسؤولة، خاصة في ظل تعهدات الحكومة بعدم السماح بإطلاق النار ومحاسبة الفاعلين، وفق ما أكده المتحدث باسم الحكومة ابراهيم ملحم لوطن، خلال مشاركته في برنامج "شد حيلك يا وطن"، حين أكد أن إطلاق النار غير قانوني، وأن الأجهزة الأمنية ستحاسب الفاعلين (للاطلاع على التصريحات اضغط هنا)، كما انها تمثل استهزاء بوزارة الداخلية التي طلبت من مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، اتخاذ "المقتضى القانوني" بحق كل من يثبت تورطه في عمليات إطلاق النار "كائنًا من كان وفي جميع المحافظات"، وأن على المحافظين التعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة بمتابعة حالات إطلاق النار العشوائي في المحافظات.

إن الصور والتسجيلات المصورة التي يتم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق النار، هي في الحقيقة مخجلة ومعيبة، وتثبت ان وعود الحكومة وتصريحاتها في مهب الريح، وهي تقتل المحاولات البسيطة التي سعت اليها الحكومة في ايامها الاولى لكسب ثقة الشعب، بل تطرح تساؤلات صعبة عليها ، بات من الضرورة الإجابة عليها بشكل عملي على الارض وليس تصريحات هنا وهناك، واول هذه التساؤلات هي، اين الحكومة من هذه الظاهرة، وهل رئيس الوزراء محمد اشتية بصفته وزيرا للداخلية اصدر اي امر او قرار بمتابعة هذه الظاهرة؟ ولماذا تقف الاجهزة الامنية متفرجة على اطلاق النار بهذا الشكل وهي تحدث امامها؟

لقد اظهر تسجيل مصور من مدينة الخليل، عدم إحكام أحد الشباب مسك السلاح الذي حمله واطلق الرصاص به، فكيف لو اصابت تلك الرصاصات احد المواطنين او الاطفال الذين تجمهروا حوله، بالخطأ، من سيتحمل مسؤولية مقتله او اعاقته او اصابته؟ وهل الحكومة والاجهزة الامنية يسمحون فقط لحركة فتح وعناصرها بحمل السلاح في الشوارع واطلاق الرصاص فرحا وبهجة، وكيف سيكون تصرف الاجهزة الامنية والحكومة والسلطة لو ان عناصر من الجبهة الشعبية او حركة حماس او اي فصيل اخر احتفل بهذه الطريقة؟ وكيف يمكن تبرير انفاق مئات آلاف الشواقل على ثمن الرصاص الذي يطلق بالهواء، في ظل الازمة المالية التي تعيشها السلطة الفلسطينية .. والاهم هو من يدفع الفاتورة؟

إن إطلاق الرصاص احتفالا بالانتصار، يجعلنا نتساءل: انتصارا على من بالتحديد يطلق كل ذلك الرصاص ولماذا؟  يا ليتنا نطلق رصاص الانتصار بدحر الاحتلال، بدلا ان نحول هزائمنا الى انتصارات وهمية.

 

 

تصميم وتطوير