احمل طوريتك واتبعني...كتب: رامي مهداوي

29.04.2019 09:50 AM

الإحباط أسهل وأسرع طريقة للهروب من ما يجب أن نعمله في مواجهة التحديات المحيطة بنا وما أكثرها على الصعيد الفلسطيني، وحتى أكون صادق معكم في اليوم الواحد أُصاب بالإحباط أكثر من مرة!! وفي بعض الأحيان أتحدث مع ذاتي بقولي لها لقد آن الأوان للتراجع وكفى تضييعاً للوقت.

ما أسهل الإنكسار وما أصعاب الصمود، ما أسهل الكلام وما أصعب الفعل، ما أسهل من التنظير وما أصعب التخطيط، ما أسهل الهروب وما أصعب المواجهة، هذا قدرنا نحن الفلسطينيين ما أصعب حياتنا وما أسهل حياة الآخرين، فهل صعوبة الحياة تجعلنا نهرب من الفعل؟! وهل الفعل أصبح من المعجزات التي لا نستطيع القيام بها، وربما يأخذنا هذا الموضوع الى مواضيع أخرى مثل لماذا ينجح الفلسطيني بالعمل الفردي ونفشل بالفعل الجماعي؟!

مع إعلان أسماء الوزراء والحقائب الوزارية الذين سيتبوؤونها في الحكومة الثامنة عشرة، كانت ردود أفعال الشارع الفلسطيني مختلفة ما بين تشجيع ودعم، إحباط، إنتظار، إعطاء فرصة 100 يوم، أما أنا وبصراحة كنت أراهن على عدد من الوزراء الجدد الذين أعرفهم عن قرب.

احدى هذه الأحصنة السوداء_ المُعد لصعود الجبال_ الذي كنت أعلم من البداية بأنه سيكون مختلف حتى بطريقة حلفه اليمين أمام السيد الرئيس هو الفلاح رياض العطاري. كيف لا وهو ابن الحركة الطلابية لجامعة بيرزيت في زمن كانت تلك الحركة تقود وطن؛ وتخرج قياديات وقياديين الآن هم في صفوف المعركة الوطنية، ما يميز هذا الفلاح بالمختصر بأنه ابن تراب هذا الوطن.

الفلاح رياض العطاري، القادم من أسفل هرم المؤسسة الحكومية يعلم جيداً معنى التواضع ويكره الشكليات، يعلم جيداً معنى العمل المهني اليومي، يعلم جيداً بأن المعركة في الميدان وليست في المكاتب، هو من قال في أولى مقابلاته وبصوت مرتفع لإذاعة صوت فلسطين (برنامج نهار جديد): "ان وزارة الزراعة ستكون وزارة الدفاع الوطني لحماية الفلاح الذي هو الجندي الحامي للأرض الفلسطينية معتبرا اياها معسكرات للفلاحين"

يعلم جيداً هذا الفلاح القادم من سهل بلدة عرّابة_ قضاء جنين_ ما هي الصعوبات المختلفة التي سيواجهها أمامه وهو يحرث لكي يزرع، ويعلم جيداً بأن ذئاب المستوطنين ينقضون على مُزارعيه بشكل يومي، وسلة الخضار والفواكه الإسرائيلية تغزو الأسواق الفلسطينية، ويعلم جيداً بأن موازنته المالية بحاجة الى دعم بشكل أكبر، ويعلم جيداً احتياجات المزارع فهو ابنهم ولم يأتي زيارة وسياحة على هذا القطاع.

هذا الفلاح لن ينتظر أحد، سيعمل بكل قوة مع كافة الشركاء والقطاعات الأخرى من أجل دعم  المزارعين بكافة السُبل والاتجاهات المادية والمعنوية والقانونية، وهذا ما ترجمه في أول زيارة ميدانية بعد ثلاثة ايام من توليه منصبه توجه الى أحد أهم سلال فلسطين الغذائية طوباس والأغوار.

ولعلنا نتذكر قول خليل السكاكيني حين قال : احمل محراثك واتبعني، قول على قول عظيم الهند غاندي حين قال احمل مغزلك واتبعني! وهنا أقول كوني من عائلة تحمل الطورية _أباً عن جد_ لمن يريد أن يعمل أمثال هذا الفلاح بأننا سنحمل الطورية ونتبعكم.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير