خط النفاذ كافر

06.05.2019 10:04 PM

كتبت: ميادة بشارات

"خط النفاذ كافرا"، عبارة يطلقها المواطنون الفلسطينيون عندما لا يستطيعون الحصول على خدمة الانترنت دون خط النفاذ، في خدمة إلزامية ترهق جيوبهم، فما كان النفاذ الا أن يكون حليفا لمالنا ولا نستطيع السير على خطه، الامر الذي يجعل أسعار هذه الخدمة مرتفعة بشكل عام قياسا بظروف المواطن الفلسطيني، فتبلغ قيمة الاشتراك الشهري بخط النفاذ الحصول على سرعة انترنت 16ميجابت/ الثانية، حوالي 83 شيقلا وترتفع هذه القيمة كلما زادت السرعة، إضافة الى قيمة الاشتراك بخط الهاتف الإلزامية للحصول على خدمة الانترنت وتصل شهريا لـ100شيقل تقريبا وبالطبع لا ننسى قيمة الضريبة المضافة.

وتكاليف هذه الخدمة وبسرعة 16ميجابت قد تكفي وقد لا تكفي ، على مدار عام تصل لحوالي 2,200 شيقل كحد أدنى هذا المبلغ الذي يقتطع من ميزانية عائلة فقيرة لا تستطيع الاستغناء عن الانترنت، وهذا المبلغ الذي يمكن أن يطعم تلك العائلة خبزا على مدار العام.

ولعل خطورة هذا الغلاء أدى لفرار الزبائن الى شراء شرائح من شركات اتصالات الاحتلال، لتقدم لهم خدمة الاتصالات إضافة الى خدمة الانترنت بأسعار أقل بكثير مما يتم عرضها في السوق الفلسطيني، كما وتتناسب مع دخل المواطن.

وهذا في الوقت الذي تشهد فيه الحياة المعيشية في الأراضي الفلسطينية ارتفاعا في مجمل اسعار الخدمات والسلع، إلا أن الدخل ثابت لا ينمو بموازاة هذا الارتفاع في الأسعار، وقيمة الرواتب للتصرف بالكامل.

والمواطن الغلبان يعول كثيرا على الحكومة الفلسطينية الجديدة، في النظر بموضوع خفض تكلفة فاتورة الاتصالات وغيرها، ليتماشى ذلك مع الأوضاع المعيشية السائدة في المنطقة والأجور القليلة، وخاصة أن رئيس الحكومة الجديدة د. محمد اشتية من المشهود له في ميدان الاقتصاد وبالتالي يدرك أبعاد هذه المسألة..فهل سيطرح هذا الملف الذي يعتبر كافرا بإرهاقه ميزانية شريحة واسعة من المجتمع على طاولة الحكومة ؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير