أبناؤنا وسيف الوقت

10.05.2019 03:33 PM

كتبت: أسماء سلامة

ما زال اليوم أربعا وعشرين ساعة، وسيبقى..

في طفولتنا لم نكن نحس كيف تنقضي ساعات نهاره بين دراسة وواجب مساعدة الأهل واللعب ..

العابنا ( سبع حجار ، غماية ، الجلول ) ، ووقت التلفاز الذي كان قصة بحد ذاته، نحتاج ثلاثة منا لنتمكن من متابعة برنامج كرتون او مسلسل على القناة الأولى المصرية، شخص يعتلي سطح المنزل ليحرك ( الانتين) يمينا ويسارا، وشخص للتواصل على الشباك وثالث يراقب الشاشة، ناهيك عمن كان لديه أعمال في الأرض او تربية بعض الدواجن.

وما أن يحل المساء حتى تجمعنا والدتي بنداء واحد فقط من الشباك (ع البيت يلا )، نراجع دروسنا ونلعب بعض الالعاب ونتبادل الأحاديث، وإن كان يوم حظنا، تروي لنا أمي إحدى الحكايات المتوارثة، نتناول المتوفر من الطعام ونخلد لنوم عميق .

أبناؤنا اليوم لديهم من الشاشات المتنوعة ما كان يكفي بيوت حارتنا، يجوبون العالم، برامج ومسلسلات والعاب من مختلف الثقافات، ويرددون جملة ( ماما، زهقانين )، نادرا ما نراهم يتبادلون الأحاديث، ربما أثناء الطعام، كل واحد مركز في الشاشة التي بين يديه، في عالمه الخاص، توجه له الكلام في بعض الأحيان أكثر من مرة، دون أن يلتفت إليك، وكأنه في عالم آخر.

هم لا يجيدون استغلال الوقت والاستمتاع به، قد نكون قصرنا في طريقة إدخال هذه التكنولوجيا لحياتهم، وتعليمهم على كيفية استخدامها والاستفادة منها، وقد نكون نحن أنفسنا أخطأنا في طريقة استخدامها، فالاختلاف بين حياتنا وحياة آبائنا أبسط منه بيننا وبين أبنائنا.

وتيرة التغير أسرع وفاقت كل التوقعات، ولكن الوقت ما زال متاحا لإعادة النظر في توزيع وقتهم والاستفادة منه، فلديهم من القدرات والطاقات الكثير،  سيكون من المؤسف عدم اكتشافه وتنميته وحصر انجازاتهم في تحطيم الأرقام في الألعاب الإلكترونية .

أذكر أن أحد خيارات موضوع التعبير في التوجيهي ( ع أيامنا )  لأكثر من عام كان ( الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك ) ، أين أبناؤنا من هذه المقولة ؟ هل قطعهم سيف الوقت ؟ كلي أمل أن يمسك أبناؤنا بزمام الوقت، فالوقت لا ينتظر أحدا ولا يعود .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير