المنسيون في مخيم العروب

15.05.2019 05:52 PM

الخليل- أحمد الرجبي- وطن: بكاء اطفال وعويل نساء وحسرة رجال، أصوات رصاص وتفجيرات، كل ذلك كان آخر ما يتذكره الفلسطينيون في قريتي عراق المنشية والفالوجة الواقعتين بين غزة والخليل، كان ذلك قبل واحد وسبعون عاماً، سنوات مرت على اللاجئين الفلسطينيين كأنها واحدا وسبعين قرنا من العذاب والحسرة والحلم بالعودة.

هُجر الفلسطينيون في تلك المناطق من قراهم الى قرى ومدن مجاورة، فبعض من هجر من عراق المنشية والفالوجة نقل بواسطة الجيش الاردني الى قرية ترقوميا قضاء الخليل ومن ثم الى مخيم العروب الذي بدأ بالخيام وانتهى به الحال اليوم الى شقق متراصة من الباطون أشبه بالمكعبات الاسمنتية.

وعن ذاكرة ذلك اليوم وما حدث آنذاك يقول المسن حسن جوابرة صاحب ال 84 عاما، لـ وطن: انه وبعد 59 يوما من العيش تحت خطر جيش الاحتلال، أجبروا على الخروج من القرية بالقوة وتحت التهديد بالجوع والخوف والقتل، ارتقاء عدد من الشهداء دفع اهل القرية الى الهرب بأرواحهم وأطفالهم، من عراق المنشية الى بلدة ترقوميا ومن ثم الى مخيم العروب الذي كان مجهزا بالخيام قبل شهرين من الترحيل.

وأضاف جوابرة أن القرية تعرضت للحصار لمدة 9 شهور انتهت باتفاق بين الجيش المصري وعصابات الاحتلال على أن يخرج المصريون مقابل الا تدخلها عصابات الاحتلال بالمطلق، لكن بمجرد خروج الجيش المصري تم احتلال القرية في نفس الليلة.

ومنذ ذلك الحين وأهالي عراق المنشية والفالوجة يعيشون في مخيم العروب شمال مدينة الخلي، المخيم اصبح مزدحم بالشقق المتراصة التي جعلت السماء صغيرة فوق الممرات الضيقة والزقاق التي ضاقت بأهل المخيم و ضاقوا بها.

وعن حالة المخيم اليوم يقول اللاجئ محمد تيلخ: إن المخيم منسي، خاصة بعد أن تنصلت الأمم المتحدة من جميع مسؤولياتها تجاه قضية اللاجئين، وتلقي بهذه المسؤوليات الى جهات اخرى، والوضع الاقتصادي بات سيئا جدا، والمسؤولون غير قادرين على تقديم أي شيء.

وأضاف تيلخ "فش حياة في المخيم" فلا يوجد إنارة للشوارع وشركة الكهرباء لا تقدم الخدمات له باشتثناء إضاءة البيوت، كما أن بعض الأحياء الكهرباء فيها ضعيفة جدا، وغير قادرة على تشغيل الاجهزة الكهربائية.

من جانبه قال حسن أبو داود إن وضع المخيم من سيئ الى أسوأ، وان حالة المخيم صعبة، متمنيا العودة الى بلده التي هجر منها، حتى لو أكل اعشاب الارض هناك والذي سيكون أفضل من الحالة التي يعيشون بها الآن.

71 عاما ولم يكف اللاجئون عن الحلم بالعودة الى الارض التي روى لهم ابائهم قصص لا حصر لها، عن حياة الرغد التي كانوا ينعمون بها هناك، 71 عاما من الالم والامل بان يتوقف عداد سنين النكبة، 71 عاما من المعاناة وضياع الحقوق واحدا تلو الاخر لعلهم يملكونها في يوما من الايام.
 

تصميم وتطوير