"الموتى الذين لا يموتون" يدشن افتتاح مهرجان كان السينمائي

15.05.2019 06:15 PM

وطن:  دشن فيلم "الموتى الذين لا يموتون" للمخرج الأمريكي جيم جارموش افتتاح مهرجان كان السينمائي في دورته 72، بحضور نجوم السينما من مناطق مختلفة من العالم. ويتحدث الفيلم عن موتى قاموا من قبورهم، إثر خلل بالكرة الأرضية، وهاجموا بلدة لينهشوا لحم كل من وقع بين أيديهم.

 في أجواء احتفالية حضرها كبار نجوم السينما بعد أن ظهروا على السجادة الحمراء تحت أضواء الكاميرات وآلات التصوير، عرض الأربعاء فيلم افتتاح مهرجان كان "الأموات الذين لا يموتون"، المحسوب على فئة "الزومبي"، للمخرج الأمريكي جيم جارموش.

وأعطى انطلاق المهرجان في دورته 72، الذي عرض افتتاحه لأول مرة بنفس الوقت في 600 قاعة سينمائية فرنسية، كل من الممثلة الفرنسية شارلوت غينسبورغ وزميلها الإسباني جافيي بارديم، قبل أن يفسح المجال لعرض فيلم المخرج جيم جارموش.

وإن كان لا توضع شروط معينة لاختيار فيلم الافتتاح، إلا أن المهتمين بالشأن السينمائي يجمعون على أن الفيلم الذين يدشن المنافسة، والمشارك في الفئة الرسمية، يكون عادة على غرار "الموتى الذين لا يموتون"، موجها للجمهور الواسع، ويشارك فيه كبار الممثلين.

وفعلا، استطاع المخرج جيم جارموش جمع نخبة من المشاهير في عمله السينمائي، حيث يمثل فيه كل من بيل موراي، آدم درايفر، تيلدا سوينتن، ستيف بوسيمي، داني غلوفر وسيلينا غوميز وآخرين.

موتى أحياء يأكلون لحم البشر

بعد التحول التي طرأت على موقع الكرة الأرضية التي زاغت عن محورها الاعتيادي، بدأ السكان يلاحظون قلقا كبيرا لدى الحيوانات الأليفة كالقطط والأبقار والكلاب، قبل أن يخرج ميتان ذات مساء من قبريهما ويهاجمان المقهى الوحيد في البلدة لإشباع نهمهما للحم البشري.

أول من سيكتشف الفظاعة التي يرتكبها هؤلاء الموتى الأحياء هو أحد رواد هذا المقهى الممثل داني غلوفر، حيث عثر هذا المتعود على قهوة الصباح في المقهى المذكور على جثتي صاحبة المقهى ومنظفته غارقتين في الدماء، وكانت آثار نهش جسديهما بادية عليهما، ما أصابه بالذعر.

لم يكن أمام هذا الشاهد إلا خيار واحد هو إبلاغ الشرطة، التي حضر قائدها كليف روبرتسون، وهو الممثل الأمريكي بيل موراي، على جناح السرعة قبل أن يلتحق به مساعداه، لتبدأ الأسئلة حول من وراء هذه الجريمة المرعبة في التناسل.

الكل يعتبر أن جريمة من هذا النوع لا يمكن أن تنفذ إلا من قبل أحد الحيوانات المفترسة، دون أن يتمكن أي أحد من أبناء البلدة بما في ذلك رجال الشرطة تحديد نوعيتها، وإن كان شرطي، وهو الممثل آدم درايفر تكهن بإمكانية وجود ما يعرف بـ"الزومبي" أو الأموات الأحياء الذين يأكلون لحم البشر.

للمزيد - مهرجان كان: منح آلان ديلون السعفة الشرفية يغضب الجمعيات النسائية

ولم ينتظر قائد الشرطة كليف روبرتسون وفريقه طويلا لمعرفة من يقف وراء الجريمة، خاصة مع انتشار أحداث أخرى من نفس النوع وسط البلدة، أدت إلى قتل عدد من السكان بطريقة حيوانية، إلى أن تفاجأ يوما وهو في مكتبه بقيام جثة امرأة، كانت بداخل مركز الشرطة، بمهاجمته، ولم يكن أمامه إلا إطلاق النار عليها وتحديدا على مستوى الرأس للقضاء عليها.

ويوم بعد آخر تكاثر عدد الضحايا إلى أن تحولت المنطقة إلى بلدة أموات أحياء، حيث خرج الموتى من قبورهم، والتحق بهم الضحايا الجدد الذين نهشوا لحومهم، يطاردون أي شكل من أشكال الحياة الآدمية. ولم يعد في البلد إلا رجال الشرطة الثلاثة، لكنهم لم ينتظروا طويلا ليلقوا نفس المصير.

مصير الأرض بعين جارموش

وقف الفيلم عند قلق جماهيري حول مصير الأرض نتيجة الممارسات البشرية الضارة بالبيئة، دون أن يكون مباشرا في طرحه للإشكالية. وحاول المخرج جيم جارموش على طريقته أن يثير حجم الخطر الذي يهدد الإنسان نتيجة تواصل تدهور الأوضاع البيئية.

قد تكون فكرته مبالغ فيها، لكن النقاد السينمائيين يعتبرون أن اختيار قصة الفيلم بهذا الصيغة، كان من أجل الفرجة كما عود جمهور على ذلك من خلال الكوميديا السوداء، وإثارة سؤال مستقبل الكرة الأرضية أيضا في ظل الجدل الدائر حول البيئة عالميا.

كما أن جارموش عاد بطريقته إلى التراث الأمريكي الذي كثيرا ما حضر فيه "الزومبي" أو الموتى الأحياء المتعطشون للحم البشر، حيث يعتبر موروثا شعبيا كثيرا ما دمجه مخرجون غربيون في أعمالهم السينمائية منذ سنوات الستينات كما هو شأن المخرج جورج روميرو، الذي صور فيلما في 1968 تحت عنوان "ليلة الحي الميت".

فرانس 24

تصميم وتطوير