"جيش الهبد" بالاتجاه الصحيح

19.05.2019 09:41 PM

كتب: شادي صافي

نكبة، وتهجير الآلاف من بيوتهم وقراهم، مجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، احتلال ارض، حروب، واغتيالات بكل الساحات، لم تكفي شعوب العالم للنظر إلى القضية الفلسطينية. رغم المحاولات الفلسطينية واعتماد كافة الوسائل لكسب التعاطف الشعبي لدول العالم، من خطف الطائرات إلى مقاومة أطفال الحجارة، مروراً بالأدب والفن، لدحض الرواية الصهيونية المزعومة،  الا أنها كانت محدودة التأثير، أمام "بلدورز" إعلام اللوبي الصهيوني بالعالم. إذ يتعاطى الإعلام الغربي مع القضية الفلسطينية كأنه نزاع بين طرفين، (فلسطيني، إسرائيلي)، ومواد إعلامية تخلو من السياق التاريخي للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تعاطيه مع الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والمقاومة المحدودة بشكل متساوي، يعود هذا إلى مدى تغلغل الحركة الصهيونية في غرف التحرير وسياسة وسائل الإعلام الغربية. هذا ما جعل شعوب العالم شبه مغيبه عن الواقع الفلسطيني.

بعد التقدم الذي شهده العقد الأخير من القرن المنصرم في مجال وسائل الاتصال والمعلومات، أصبح الإنسان قادرا على التواصل مع غيره دون أي حواجز، ومَهَد الطريق لكافة المجتمعات للتقارب والتعارف وتبادل الآراء والأفكار والرغبات، وجعلت العالم كأنه قرية صغيرة، وامتد التطور التقني إلى الحياة السياسية، ففي الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث، بشكل تراكمي كبير يجعل من الصعب التحكم فيها، ومع إحلال مواقع التواصل الاجتماعي موقعا متميز في سياق تحرير الفرد من مختلف أشكال التسلط والاستبداد السياسي، أصبحت بديلا عن الإعلام التقليدي الموجه.

ومن هذا المنطلق، لجأ الشباب الفلسطيني لفضح جرائم الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي ضُخ عبرها الآلاف من الصفحات والصور والمقاطع التي تتحدث عن معاناة فلسطين وتاريخها. وكان لها دورا بارزا في طرح القضية الفلسطينية، وتحولت الدردشات والتعليقات المتولدة من مشاركة الصور ومقاطع الفيديو...، إلى مشاركات فعلية على أرض الواقع، حيث ساهمت في تنشيط الشباب الفلسطيني لشرح قضيتهم وتطلعاتهم للحرية بالصوت والصورة والكلمة، وكذلك في تنظيم حملات المناصرة للقضية الفلسطينية.

تتوج هذا بإعلان مجموعه من الناشطين والأكاديميين الفلسطينيين لتأسيس حملة "جيش الهبد الالكتروني ١٩٤"، متسلحين بوعيهم، لتثبت كذب الرواية الصهيونية وفضح جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، اذ يخاطب جيش الهبد شعوب العالم ب ٢٥ لغة متفوقا على الدبلوماسية الفلسطينية والتي تعتمد على تسع لغات فقط،  وتلاحق الحملة المنشورات والتغريدات، التي تدعم رواية الاحتلال، وتركزت على صفحات كبرى، لقيادات وسياسيين، ومواقع لشركات عالمية ،أجبر البعض منهم لحذف منشوراتهم او تعديلها. كما يستهدف الإعلام المحلي صاحب الرواية الخادعة غير الموضوعية أو الجاهلة التي تسوق رواية الاحتلال. الفكرة كانت عشوائية، أصبحت منظمة ذو أهداف واضحة وخطط مدروسة، لإيصال صوت المقهورين.

في كل مرحلة يتطور بها النضال الفلسطيني تخرج  بعض الأصوات ألمنتقده للأسلوب أو الطريقة النضالية، منهم من ينتقد من اجل الانتقاد فقط، ومنهم من ينتقد لفشلهم في تسويق أسلوبهم او لعدم كشف تقصيرهم وعجزهم.

إن زئبقية النضال الفلسطيني الشعبي وتشَكلهُ حسب الظروف يعد نجاح، ويساعد على تذلل الفروقات بين كيان، قتل، وهجر شعب عن أرضه، والشعب الأعزل قليل الإمكانيات، وان استغلال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الشباب الفلسطيني بشكل منظم ومدروس، لكشف زيف الاحتلال هبده بالاتجاه الصحيح و١٩٤ تؤكد ان العودة لا تسقط بالتقادم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير