هل نستطيع دخول الحلبة السياسية؟!

27.05.2019 12:34 PM

كتب: رامي مهداوي

نحن نتحرك تجاه الحلقة الأخيرة من المسلسل الصهيوني الإمبريالي المحدد السيناريو للقضية الفلسطينية بشكل خاص وللعرب بشكل عام، وبهذا خرجت المواضيع الأساسية التي كانت على أجندة المفاوضات والتي كانت تعرف بإسم قضايا الحل النهائي الى حيز فرض الأمر الواقع من خلال عدد من الأدوات الكولونيالية التي قد ساهمنا بتعزيزها دون معرفة أو وعي وربما بقناعة!! أو /و من خلال السياسات الدولية المنحازة بشكل كامل للقوي وآخرها ما يحدث في القدس بشرعنة الإحتلال من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.


بسبب فشلنا أولاً في إدارة أنفسنا وإدارة ملف المفاوضات والهيمنة الإحتلالية خلال فترة ما بعد أوسلو دخلنا في عدد من الدوّامات حتى وصلنا الى ما وصلنا له الآن؛ موهمين أنفسنا بأننا حصلنا على الحرية وتقرير المصير لكن اسرائيل بضرباتها المتوالية أوصلتنا الى الحضيض: انخفاض معدل دخل الفرد، خسرنا حرية التنقل فنحن نقبع في "بانتوستانات" متوهمين بأنها محررة، ونشاهد أمامنا بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المساكن بشكل متسارع وفرض قوانين احتلالية يدفع ثمنها الموطن الفلسطيني.
جوقة نتانياهو وترامب المشتركة أصبحت تخاطب العالم العربي بشكل واضح والغربي بشكل غير مباشر بلهجة السيد والعبد التي تهدف الى اعادة صياغة المنطقة بشكل جديد أكبر بكثير من ما يسمى "شرق أوسط جديد"، فنحن الآن في مرحلة استعمارية جديدة تتلاءم مع مرحلة ما بعد الحداثة وما بعد العولمة من خلال فرض الإستعمار بتوقيع أمريكي وتنفيذ إسرائيلي وتمويل عربي.


للأسف أصبحت إسرائيل تشكل معيار لما فينا من تراجع وضعف، إنتظرنا قائد أشبه بصلاح الدين الأيوبي لكن لم يأت أحد!! وانتظرنا الجيوش العربية لكن لم نحصد سوى الهزيمة، إنتظرنا وننتظر قوى خارجية لكن لم يقفز أحد لمساعدتنا!! الشيْهل نستطيع دخول الحلبة السياسية؟!
الوحيد الذي لم نقم به بجدية هو الإعتماد على أنفسنا من أجل التحرر، بل والأخطر من هذا إنقسمنا على أنفسنا وأصبحت القضية الفلسطينية الى ملف من القضايا!! أيضاً الإفتقار الى هدف جماعي شلّ الجسد الفلسطيني بكافة المستويات.

من أين نبدأ؟
على القيادة الفلسطينية أن تدرك بأن أوسلو قد أُفرغ من أي محتوى حقيقي، وإننا إزاء أولويات جديدة نابعة من ضرورة ملحة تتعلق بالحفاظ على الكينونة الفلسطينية، لهذا يجب وقف الدوامة التي أدخلنا أنفسنا بها في مماحكات لا تنتهي بشأن ما هو أقل فأقل... فأقل الأقل!!


يجب إطلاق حملة دولية ضد المستوطنات ومن أجل حق تقرير المصير، هذا ما يساعد الإتحاد الأوروبي والدول الصديقة على تحديد أوضح لأولوياته، ويوجه تحذير الى الولايات المتحدة الأمريكية من أن الفلسطينيين كشعب لن يسمحوا بعد الآن بهذا السرطان الذي أكل جسد "الدولة". لكن لن نحصل على يد المساعدة ما لم نقم بوظائفنا الداخلية وتحمل المسؤولية كاملة.


أيضاً علينا تفعيل القدرة الكامنة في مواجهة الرأي العام الإسرائيلي حسب منطلقاتنا، فنحن لسنا حرس لأمن إسرائيل بل شعب يطلب الحرية والعدالة، لذلك بالإمكان تحويل مرحلة نهاية أوسلو الى بداية جديدة، لا بد لها في ظل ظروفنا الحالية أن تكون أفضل من كل ما يوجهنا الآن من سياسات أمريكية تجاه قضيتنا.


التحدي الأكبر أمامنا هو أنفسنا، ما لم نواجه أنفسنا بأنفسنا فلن يكون أمامنا خيار سوى الإنصياع الى السياسات الإمبريالية الصهيونية في فلسطين والدول العربية، وسيكون مصيرنا نحن الفلسطينيين مشابه لمصير الهنود الحمر في أمريكا!! فهل نستطيع دخول الحلبة السياسية بلياقة شبابية تعرف أين مكامن الضعف لدى الخصم؟!

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير