ليش مش فيفي عبده؟!

15.06.2019 07:27 PM

وطن- كتبَ رياض سيف: طالعتنا الصحف بعنوان كبير ومذهل (مؤسسة فلسطينيه تمنح الهام شاهين لقب سفيرة سيدة الأرض) وسيدة الارض كما نعرف وكما تربينا وكما تعاهدنا عليه هي القدس بلا منازع...

أنا لست ضد منح أي كان لأي كان، لكن لماذا لم يمنح اللقب مثلا لفيفي عبده مرضعة الكرة الأرضية؟ أو للراقصة دينا كونها تهز العالم بخاصرتها؟ أو.. أو.أو.. بلاش.

والبلاش هنا لكل امرأة فلسطينيه حضنت شجرة لتحميها من مستوطن، أو أم شهيد فقدت أعز أبنائها ومازالت صابره قابضة على الجمر..

الظاهره ليست غريبة على كرم المؤسسات الفلسطينيه، فمن قبلها كرمنا الكثير بدعوى مناصرة القضية الفلسطينيه، ولا زلت أذكر تكريم فريق (ما ملكت أيمانكم) في عمان والبذخ الذي قدم من بدلات سفر وإقامه وجوائز وغيرها وغيرها... من التكريمات التى يسعى لها المسئولون لتوثيق عرى الصداقه مع الوسط الفني غير الفلسطيني (غير المعترف به أصلا) بل وأكثر وعقد اتفاقيات إنتاج لأعمال أقل ما يقال عنها أنها لاتعني فلسطين بشئ.. بل تعني من يحاولون أن يتسلقوا بأموال الشعب فوق اعناق الشعب.

كرماء دائما للغير.. في التكريم أو منح شهادات الدكتوراه لمن هب ودب عبر مؤسسات مقدسيه لا أعرف على اي اساس تمنح ما تمنحه، والدعوى تمنح على ما تم تقديمه من خدمات جليله للقضيه الفلسطينيه!

ما أود أن أقوله في هذه العاجله، ما يحصل للأسف هو أن شعور بعض المتنفذين او المسئولين في المؤسسات ممن اعتلوا كراسيهم بأي دعوى كانت، إلا ان يكونوا على قدر ما اعتلوه، شعورهم بالنقص ومحاولة الظهور برأي المثل الفلسطيني (شب اقشعيني يامرا ) يدعوهم الى تجاوز الواقع الى افاق غير افاق مصلحة شعبهم، ولذا لا يرون سوى قدرات غير الفلسطيني، ولا يتمتعون سوى بجمال نجوم الهشك بشك بكل اشكال التقرب سواء بمنح الألقاب المجانيه، أو التنطع لأخذ الصور التذكاريه معهم، إلى آخره من الأشكال التى تفرح القلب، وكل ذلك على حساب الضحية مبدعي وفناني ومثقفي فلسطين القابضين على الجمر، فهذه الفئة بنظر المسئولين هي على الهامش ولا تستحق حتى التعامل معها  والأسباب واضحه وجليه.

لن ازيد أكثر، المرارة في الفم تزداد يوما بعد يوم، والهم في القلب أكبر من خارطة الوطن، ولا أقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.

*كاتب وسيناريست

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير