على أبواب مرحلة ترامب

16.06.2019 10:27 AM

كتب: رامي مهداوي

منذ اغتصاب فلسطين من قبل المعسكر الصهيوني الإمبريالي وأدوات الإحتلال الإستعمارية على أرض الواقع لم يتوقف عملها من هدم، قتل، إقتلاع، إستيلاء....الخ؛ بشكل ممنهج ومدروس عبر العديد من الخطط والمبررات؛ والآن أصبح ذلك كله بإسم القانون الإستعماري الذي وجد من أجل حماية هذا الكيان وبمباركة من قام بالتطهير العرقي لما يقارب 80٪ من الهنود الحمر_ السكان الأصليين_ لأمريكا الشمالية في إبادة جماعية دموية، ليتم إحلالهم بالأمريكيين الأوروبيين قامت على أساسها دولة الولايات المتحدة الأمريكية.


الأداة القديمة الجديدة التي يستخدمها الإحتلال الإسرائيلي المستندة على قاعدة فرق تسد أصبحت تستخدم بأدوات حديثة تواكب التغيرات العالمية في مختلف المجالات، وأيضاً لا تعيد رسم حدود خارطة فلسطين التاريخية فقط، وإنما دخل الكيان الإحتلالي في هذا العصر كأهم لاعب في إعادة رسم خارطة المنطقة العربية والدول المجاورة.


بمعنى آخر، ما تقوم به الماكنة الصهيونية هو إعادة صياغة اتفاقية "سايكس_بيكو" بإدخال الثنائي الإستعماري الأمريكي الإسرائيلي من أجل حصولهم على الكعكة كاملة دون أن تتفرد بها بريطانيا وفرنسا و"روسيا القيصرية" واستبدال وعد بلفور بوعد ترامب، بالتالي نحن الآن على بوابة جديدة  من مراحل الإستعمار الحديث يستند على عدد من المُقومات لإستدامته متمثلة في:
_خلق عدو دائم_" دولة مسلمة"_ مشترك لعدد من الدول الإسلامية والعمل على تغيير صورة العدو الحقيقي بأنه حامي الحمى ضد ذلك العدو بمساندة " رامبو الأمريكي" وهذا ما حدث لعدد من الدول خلال العقود الأربعة الماضية إذا ما قرأنا التاريخ بعين مفتوحة.
_تقسيم ما تم تقسيمه في خارطة الوطن العربي، بواسطة زرع عدد من المُحفزات للإقتتال الداخلي من خلال تغييب أدوات الحكم الصالح وتعزيز الفئوية بأشكالها وأنواعها.


_تكثيف سياسة التهجير للعرب من خلال الحروب والديكتاتورية والرجعية للعديد من الأدمغة العربية، بالإضافة الى التهجير الداخلي بمعنى زراعة شعور الإغتراب وأنت داخل وطنك.
_زيادة التشبيك وبناء المصالح مع الدول بمختلف حجمها ووزنها بواسطة شبكة من العلاقات المبنية على أساس إقتصادي، أمني، تكنولوجي....الخ.


_تعزيز سياسة القطب الواحد وجعل صورة "السوبرمان الأمريكي" هو المُهيمن على العالم بكافة مؤسساته الدولية، بطبيعة الحالي يعني ذلك لا حرب ولا سلام دون موافقة أمريكية، مما يعني أن مجلس الأمن مُنصاع انصياع شبه كُلي للإرادة الأمريكية.


المشاهد اليومية للأقطار العربية من حيث الإقتتال وصراع العروش على الصعيد الداخلي من جانب، وحالة التجييش لحرب منتظرة قادمة بدأت أسمع دق طبولها على الصعيد العالمي في منطقتنا، بالإضافة لجميع ما ذكرته في المقال يُدخل قضيتنا الفلسطينية الى مرحلة أخرى من مراحلها المتمثلة في سايكس_بيكو و بلفور الى وعد ترامب.
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير