"الانتخابات التي دعا إليها الرئيس يجب أن تكون متزامنة ولا يجوز تجزئتها"

في ذكرى تأسيس المبادرة.. البرغوثي لوطن: يجب تبني استراتيجية وطنية بديلة عن المراهنة على نهج المفاوضات

17.06.2019 12:55 PM

وطن: تحيي حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الذكرى السابعة عشر لتأسيسها، مؤكدة أنها أشد عزماً وتصميماً على مواصلة رسالتها الوطنية التحررية والاجتماعية.

وأكد أمين عام المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، لوطن أن ما تمر به القضية الفلسطينية يؤكد صحة ما طرحته المبادرة منذ لحظة تأسيسها، والحاجة لتنفيذ ما نضالت من أجله وأهمه "الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ونبذ التعصب الحزبي والفئوي".

واستحضر البرغوثي الدعوة المبكرة للمبادرة بضرورة استنهاض المقاومة الشعبية ومقاطعة الاحتلال سياسياً واقتصادياً، لمواجهة المنعطفات التي تمر بها القضية وعلى رأسها ما يسمى بـ"صفقة القرن" وما يُمهّد لها من نشاطات خبيثة في "ورشة المنامة الاقتصادية".

واعتبر البرغوثي أن دعوة المبادرة للوحدة بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني تؤكده اليوم الحاجة لمواجهة حالة "الابرتهايد" الذي تمارسه دولة الاحتلال، والذي يمسّ الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 1948 وضد اللاجئين.

وقال البرغوثي، بأن ما يجري اليوم من مؤامرة على حقوق اللاجئين، يؤكد ضرورة وأهمية التمسك بما طرحته المبادرة الوطنية منذ انطلاقتها، بالدعوة لحماية حق اللاجئين  الذي أرغموا على التهجير من بالعودة إلى ديارهم.

ونوّه إلى أن كل ما طرحته المبادرة في السابق تتأكد اليوم الحاجة له، وقال البرغوثي أن عنوان المرحلة الحالية يجب أن يركز على "ضرورة تبني استراتيجية وطنية بديلة عن المراهنة على نهج المفاوضات" وأوضح البرغوثي تلك الاستراتيجية المقترحة التي تدعو لها المبادرة بأنها تعتمد على "ستة أعمدة للنضال: مقاومة الشعبية، وحركة المقاطعة، والوحدة الوطنية، وتعزيز الصمود الوطني على أرض فلسطين، وإعادة بناء التكامل بين كل مكونات الشعب الفلسطيني في أراضي 1948 والأراضي المحتلة والخارج، والعمل على اختراق وزعزعة صفوف أعداء شعبنا".

وفيما يخص موقف المبادرة من الأزمة الداخلية الفلسطينية المتمثلة بالانقسام، أكد البرغوثي أن "المبادرة منذ انطلاقتها أثبتت استقلاليتها تماماً عن طرفي الانقسام" وفي ذات شدد على أن المبادرة الوطنية "لم تكل من التعاون والتوسط بين جميع الأطراف خاصة فتح وحماس.. مما أعطاها الفاعلية للتوسط النزيه من أجل تحقيق الوحدة الوطنية"، ضارباً المثال بمساهمتها في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

أما عن أولويات النضال، فأكد أمين عام المبادرة الوطنية أن الحركة لا تفصل بين النضال الوطني والاجتماعي، وينعكس ذلك الترابط في الأهداف الرئيسية الثلاث للحركة: الحرية والتحرير، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية بما تمنحه من حرية لإبداء الرأي والتعبير والحق في الانتخاب".

وبخصوص تأكيد الرئيس محمود عباس عن استعداده لإجراء انتخابات تشريعية تتبعها انتخابات رئاسية، رحّب البرغوثي بتلك الخطوة مع تأكيده بانه الانتخابات يجب "أن تشمل كافة المكونات.. بحيث تشمل الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطنية.. على أساس التمثيل النسبي الكامل".

كما أكد على ضرورة إجراء الانتخابات في جميع المواقع مرة واحدة وأن تكون انتخابات "متزامنة ولا يجوز تجزئتها". مضيفاً أنه لا يوجد أي مبرر لتأجيل أي منها، لأن الانتخابات المتزامنة "حقٌ للشعب الفلسطيني باختيار قياداته".

وفيما يلي بيان المبادرة الوطنية في ذكرى تأسيسها:

في الذكرى السابعة عشرة لتأسيسها، حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية
تؤكد تصميمها على مواصلة الكفاح لتحقيق أهدافها

تحيي حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الذكرى السابعة عشر لتأسيسها وهي أشد عزماً وتصميماً على مواصلة رسالتها الوطنية التحررية والاجتماعية.
وهي إذ تحييّ في هذه المناسبة الوطنية كافة أعضائها وأصدقائها ومناصريها على ما قدموه من تضحيات وعطاء على مدار الأعوام السبعة عشرة الماضية، فإنها توجه أسمى آيات التقدير والاحترام لشهداء شعبنا وللتضحيات الكبيرة لأسرانا وأسيراتنا.

وتؤكد المبادرة الوطنية، تصميمها على مواصلة الكفاح من أجل حرية وكرامة شعبنا، وحقه في تقرير المصير والاستقلال، وعودة لاجئيه إلى ديارهم التي هجروا منها، في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وآخرها ما يسمى "بصفقة القرن" ونشاطاتها بما فيها ورشة المنامة، وفي مواجهة ما ترسخ من منظومة أبرتهايد عنصرية كرست الاحتلال وقوانين وممارسات التمييز العنصري البغيض.

وفي هذا الإطار يحتل مركز الصدارة في نضالنا تصعيد المقاومة الشعبية التي تبنتها، وساهمت فيها بشكل مميز، حركة المبادرة الوطنية، وتعزيز حركة المقاطعة وفرض العقوبات على نظام الاحتلال والأبرتهايد، وتوحيد الصف الوطني بإنهاء الانقسام البغيض وإنشاء قيادة وطنية موحدة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإحياء الدور الكفاحي والتوحيدي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وستواصل حركة المبادرة الوطنية كفاحها من أجل الديمقراطية واستعادة حق الشعب الفلسطيني في إجراء الانتخابات الحرة الديمقراطية والدورية، الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني على أساس التمثيل النسبي، والاحترام لقواعد الشراكة الوطنية والمساواة في الحقوق والواجبات، ولإلغاء كل أشكال التمييز والتعسف والتفرد، ومن أجل استعادة مبادئ سيادة القانون، وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، واحترام حرية الرأي والتعبير، وحرية التنظيم والنشاط السياسي دون ضغط أو إكراه، ومكافحة الفساد بكل أشكاله، وأولها المحسوبية والواسطة واستخدام الزبائنية لكسب الولاء السياسي.

وتؤكد حركة المبادرة الوطنية إخلاصها التام، وسعيها الحثيث، لتحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية، وإزالة كل أشكال التمييز ضد المرأة، ولمكافحة الفقر، وإسناد الفئات المهشمة والمحرومة، ولاعتماد سياسات تحقق العدالة في تلقي الخدمات الصحية النوعية والتعليم، بما في ذلك إقرار وتطبيق قانون الصندوق الوطني للتعليم، ولإسناد كافة المناطق المهددة بدءاً بالقدس والخليل والأغوار وكافة المناطق المسماة (ج)، ولفتح الأبواب أمام أجيال الشباب لتولي المهمات القيادية والكفاحية.

وستواصل حركة المبادرة الوطنية الضغط، بكل ما لديها من إمكانيات لكسر الحصار الاحتلالي الظالم على شعبنا المناضل في قطاع غزة، ولرفع المعاناة عن أهله، ولإلغاء كل إجراءات التمييز ضد سكانه، والعاملين فيه، ولحمايته من الاعتداءات الهمجية المتكررة ضده، مؤكدة الوحدة المصيرية التي لا تنازل عنها بين الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة وكل فلسطين.

وستواصل حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، حوارها الأخوي والبناء مع كافة القوى الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، لتبني ما تطرحه من إستراتيجية وطنية جامعة وبديلة للمناهج التي فشلت، بما فيها المراهنة على المفاوضات، ومن أجل تغيير ميزان القوى لصالح شعبنا. إستراتيجية تجمع بين أعمدة النضال الستة، المقاومة الشعبية، وحركة المقاطعة، والوحدة الوطنية، وتعزيز الصمود الوطني على أرض فلسطين، وإعادة بناء التكامل بين كل مكونات الشعب الفلسطيني في أراضي 1948 والأراضي المحتلة والخارج، والعمل على اختراق وزعزعة صفوف أعداء شعبنا.

وإذ تحيي حركة المبادرة ذكرى قادتها المؤسسين الراحلين وفي مقدمتهم د. حيدر عبد الشافي وإبراهيم الدقـــاق ود. إدوارد سعيد ود. علام جرار، فإنها تعاهدهم أن تبقى راية كفاحها عالية، وعزيمتها متينة صلبة، وان تواصل تميزها بالحرص على الوحدة الوطنية، ونبذ التعصب والفئوية، والإخلاص المطلق لقضايا الوطن والشعب الفلسطيني.

عاشت ذكرى انطلاقة حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية
والمجد والخلود لشهداء شعبنا والحرية لأسراه وأسيراتــه

تصميم وتطوير