"الإسكافي" مهنة تأبى الاندثار

03.07.2019 02:42 PM


غزة- وطن- صباح حمادة: يجلس العديد من الإسكافيين في زاوية سُميت باسمهم "زاوية الإسكافيين"، في إحدى جوانب سوق الزاوية أحد الأسواق الشعبية وسط قطاع غزة، تحديداً أمام بوابة المسجد العمري الكبير، ينتظرون زبائنهم من الفقراء والأغنياء على حد سواء، فهناك من يحتاج إلى خياطة حذائه أو تغير نعله أو رتق الجلد بقطعة أخرى جديدة.

تجولت كاميرا وطن بين الإسكافيين ونقلت تاريخ عائلة حبوب إحدى العائلات التي امتهنت صناعة وتصليح الأحذية منذ القدم.

يقول ياسين حبوب (27 عاماً) لــوطن "يرجع تاريخ عائلتي في صناعة الأحذية وتصليحها إلى الجد الأول، وتوارثتها الأجيال في العائلة إلى يومنا هذا"، موضحاً أن الدكان الخاص بهم في سوق الزاوية تعود ملكيته للعائلة منذ 50 عاماً، وبني على يد جده الأول.

ويشير حبوب إلى أن بدايات عائلته كانت في صناعة الأحذية وتصديرها للخارج، إلا أن سوء الوضع الاقتصادي والحصار على القطاع، قلل من قدرتهم الإنتاجية.

ويوضح أنه تعلم مهنة تصليح الأحذية والشنط من والده منذ كان في الصف السابع، كان يتردد على المحل ويراقب والده عن كثب إلى أن تعلم وأتقن مهنة أجداده، مؤكداً أن مهنة الإسكافي تعتمد بشكلٍ كامل على الذوق في التفنن في تصليح الحذاء بشكل محترف.

ويؤكد حبوب أن فئة المواطنين التي تهتم بالأحذية الطبية والجلود الطبيعية هي أكثر الفئات التي تتردد لهم، لتصليح أحذيتهم لغلاء سعرها وجودتها وخامتها الأصيلة، التي تجعل من الصعب على مقتنيها أن يتخلى عنها بسهولة في حالة انتزعت، مشيراً إلى أن موسم بدء العام الدراسي يشهد قطاع الإسكافية حركة نشطة جراء تزاحم المواطنين عليهم.

وحول المواد الخام التي يستخدمها الإسكافية في مهنتهم، يبين حبوب أن هناك ماكنة خياطة صغيرة خاصة بتصليح الشنط، وماكنة خياطة كبيرة خاصة بتصليح الأحذية، إضافة إلى أنواع معينة من الجلود والأنعال الطبية ومادة الغراء والخيوط الخاصة بتصليح الأحذية.

ويلفت إلى أن الحصار أثر بشكلٍ مباشر على غلاء أسعار المواد الخام التي يستخدمونها في عملهم.

ويختم حبوب حديثه بأن مهنة الإسكافي من الحرف القديمة ورغم قلة العائد المادي منها، إلا أن عائلته لا زالت محتفظة بها حتى اليوم والأجيال تتناقلها من الأجداد للآباء للأبناء.

 

 

تصميم وتطوير