المكتبة المنسية

04.07.2019 01:59 PM

الخليل- وطن- أحمد الرجبي: يعد الجانب الثقافي في أي مجتمع من أهم الجوانب التي تساعد على ازدهاره، والتي تنعكس بالضرورة على سلوكيات أفراد هذا المجتمع وتصرفاته تجاه مدينته بشوارعها ومرافقها العامة والخاصة، ولا شك بأن المكتبات العامة بما تحتويه من مصدر أساسي للثقافة هي اهم مصادر الثقافة.

ويقع على عاتق المؤسسات العامة الخدماتية توفير هذه المكتبات، ولان البلديات هي كبرى المؤسسات الخدماتية لا بد لها من لعب هذا الدور وتوفير مكتبات عامة قادرة على جذب أفراد المجتمع وتلبية حاجتهم من المعرفة والثقافة والتعلم

في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ، يوجد مكتبة عامة واحدة مفتوحة للزوار لها فرعان الأول في منطقة باب الزاوية وهو مستأجر، أما الفرع الثاني في جنوب المدينة، كما يوجد مكتبة اخرى في وسط المدينة تم بناؤها عام 2005 دون اعمارها ليمر عليها ثلاثة مجالس بلدية و14 عاما وهي خالية من الكتب والأثاث والزوار، حتى من كان يعلم بوجودها قد انساه اياها الزمن.

يقول الأستاذ جبريل ابو هشهش، لـ وطن: لقد "كنت اعرف ان هناك مكتبة قيد الإنشاء ولكن نسيتها بسبب المدة الطويلة التي مرت دون اكمال اعمارها"، مضيفاً "هناك قصور كبير في التعامل مع هذه المكتبة بالرغم من أن هناك مؤسسات اقل اهمية تنمو بشكل متسارع على حساب المكتبة التي تعد من أكثر المؤسسات أهمية."

واضاف ابو هشهش أن "المكتبات المتواجدة الآن لا ترقى لمستوى مكتبة وتعود الى حقبة القرن التاسع عشر ولذلك على بلدية الخليل الإسراع في افتتاح المكتبة".

الباحث والروائي احمد الحرباوي قال لـ وطن: "نشعر بالأسف لعدم طرح هذه القضية على طاولة أي مجلس بلدي بعد كل هذا الوقت"، مرجحا بأن يكون السبب هو ضعف المشهد الثقافي في مدينة الخليل وان المجالس البلدية لم تستخدم المكتبات في دعايتها الانتخابية، وذلك لا ينفي تقصير بلدية الخليل في هذا الجانب وخاصة ان اغلب الناس تعرف المبنى دون معرفتها انه مبنى المكتبة.

وأضاف الحرباوي ان الباحثين في المدينة يعانون من عدم وجود مصادر ومراجع في المكتبات ما يجعلهم يضطرون للسفر الى مدن اخرى من اجل الحصول على الكتب والمصادر التي يحتاجون لها، مضيفا " ان المكتبات تفيد بشكل كبير المجالس البلدية لأنها هي من تصطدم على أرض الواقع بضعف الثقافة المجتمعية، فوجود المكتبة لا يفيد الباحثين او الفئة العلمية فقط بل تفيد المجتمع بشكل كامل باعتبار أن الإسهام المعرفي ينعكس على جميع مجالات الحياة"، مطالبا البلدية بالقيام بدورها من أجل استكمال هذه المكتبة التي هي حاجة ضرورية للمجتمع.  

أما عن سبب بقاء المبنى على حاله طوال هذه المدة قال المهندس يوسف الجعبري نائب رئيس بلدية الخليل، لـ وطن: إن "المبنى كان عليه بعض الإشكاليات المتعلقة بالطريق اليها"، لافتا الى وجود تنسيق مع وزارة الثقافة لإعادة إعمار المكتبة والتي وعدت البلدية أكثر من مرة برصد مبلغ مالي لاستكمال الاعمار،

واشار الجعبري الى وجود تقصير بهذا الخصوص بسبب الاعتماد على وزارة الثقافة، وأنه الى الآن لا يوجد أي سبب لعدم إعمار المكتبة خصوصا وان مشكلة الطريق قد تم حلها، متمنيا بأن يستطيع المجلس الحالي لبلدية الخليل العمل على استكمال اعمارها وفتحها أمام المواطنين.

تصميم وتطوير