تحت شعار " فلسطين التي نحب"

صور | اختتام فعاليات مهرجان فلسطين الدولي بمشاركة فرق محلية ودولية متنوعة دولية

13.07.2019 03:26 PM

البيرة- وطن: إختتم مركز الفن الشعبي فعاليات مهرجان فلسطين الدولي في دورته العشرين، في رام الله و القدس والناصرة و غزة و كفر لاقف وجنين، وذلك بحضور ومشاركة فرق فنية وموسيقية متعددة من كل من فرنسا و المغرب و الأردن و السويد و تركيا و فلسطين، وسط اقبال جماهيري كبير لأكثر من 10 ألاف مشاهد في كافة المواقع.

هذا العام، توج المهرجان نسخته العشرين  من خلال إستحضار فرق فنية من حول العالم، الى مواقع متعددة في فلسطين وتحت شعار " فلسطين التي نحب "، حيث افتتح المهرجان ولأول مرة منذ تأسيسه في الداخل الفلسطيني في مدينة الناصرة رغم حضوره مرات عديدة، تبعتها الافتتاح في العاصمة القدس ليصل بعدها الى رام الله وكفر لاقف في قلقيلية وفي جنين وغزة.  وكان المركز قد طرح فكرة تعددية المواقع وشعار المهرجان بهدف الخروج من المساحة الجغرافية التي تحددها السياسة الآن من فلسطين المقسمة و المجزئة على الخارطة نحو فلسطين التي نحلم أن تكون بعد التحرير، مسترجعين أرضية واسعه من المضامين. 

وحول شعار المهرجان لهذا العام علّقت إيمان حموري مديرة المهرجان قائلةً "أن المهرجان بالضرورة يشكل جزءً من الحالة السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية أيضاً، وشعرنا بضرورة الإستجابة للأحداث السياسية  بالتفاعل معها، وتفويت الفرصة على ما يحاول البعض فرضة علينا، ففلسطين التي نحب أوسع من كل الصفقات السياسية، ودورنا كمثقفين/ات يأتي في المقدمة لتعزيز مفاهيم التحرر حتى في ظل الواقع السياسي المر"، وأضافت  "بانها ليست المرة الأولى التي ننظم المهرجان في ظروف سياسية وإقتصادية حرجة، فعمل المركز منذ تأسيسه في الانتفاضة الأولى في العام 87، كان تحدياً لسيسات الاحتلال وجزءً من المشروع التحرري. كان و، مشيراً شرف دار زيد منسق المهرجان بأن الفرق التي استضفناها اتت للتضامن معنا كفلسطينيين وكان ذلك واضحاً في حديثها وخطابها الإعلامي، وفي العروض التي قدمتها. "

وفي السياق الفني، افتُتح المهرجان بعرض لفرقة طرب باند من السويد بمرافقة أوركسترا معهد ادوارد سعيد، مقدمين أغانٍ من التراث الفلسطيني و العراقي والعالمي عموماً، لتكون هذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها الفنانة نادين وهي المغنية الرئيسية بالفرقة عرضاً في فلسطين بعد عرضها الأول في العام 2016 في رام الله أيضاً، مشيرةً في تعليق صحفي منفصل أن زيارتها لفلسطين أمر دائماً مرحب به.  وفي الليلة الثانية، قدم الثلاثي جبران عرضهم الفني الجديد " المسير الطويل "، و الذي جاء بعد خمسة عشر عام من تجربة الثلاثي جبران الموسيقية، والتي أتت عبر مزيج هائل من الخيال بين قصائد محمود درويش وموسيقى العود الثلاثية، بالوقت الذي شعر فيه الثلاثي بضرورة التواجد في مهرجان فلسطين في هذةِ الظروف.

وفي إحتفالها السنوي، قدم 480 طفل من طلبة مدرسة الدبكة، رقصاتهم محتفين بمرور عام آخر على تجربة المدرسة بعد تأسيسها في العام 1991، مدرسة الرقص والتي تعبتر عصب مركز الفن الشعبي، وعنصر كينونة المركز من جانب وفرق الدبكة من جانب آخر، حيث يضع فيها ثقله الإداري و المالي كل عام، حيث يشكل الطلبة و الأهالي معاً، جمهور مركز الفن وإطاره الإجتماعي، و الذي به يستطيع المركز البقاء في حضن الجمهور وجزء من تكوين المجتمع الفلسطيني.

أما في الليلة الثالثة من المهرجان فقد أشعلت فرقة إبن عربي المغربية حواس الجمهور الإيمانية، بمجموعة من الأغاني الصوفية لشعراء ك إبن عربي والحلاج، وجاء إختيار اللجنة الفنية للفرقة بتوجه محدد حول ضرورة إظهار البعد الحضاري للثقافة الإسلامية، متجاهلين الخيار المتشدد و الرافض للفن و الثقافة، وقد أشارت اللجنة إلى أن التنوع هو مسألة مركزية في تكوين المجتمعات، موضحين أن جزء من الثقافة هو الحضارة الإسلامية و التي من الضرورة أن نراها في بعد فني وجمالي، وهذا يأتي في سلم أولويات المهرجان. وفي الليلة الرابعة قدمت فرقة ميراز التركية عرضاً إيقاعياً فذاً، مستخدمين آلة الدف كآلة أساسية في تقديم الموسيقى، مختارين العديد من الأغاني من الإرث الكردي و الشامي للمنطقة، و التي تقاربت العديد من الإيقاعات تلك مع إيقاع الدبكة. وفي ختام الفعاليات في رام الله، قدمت فرقة بيت عشوائي من الأردن موسيقى الروك العربي، مستخدمين كلمات من القصائد العربية من الزمن العباسي، و التي كانت طرح جديد لموسيقى الروك العربية، و التي بدأت بمزاحمة الإيقاعات العربية التقليدية منذ بدايات العام 2011 مع ظهور الثورات العربية، لتكون وفي تلك اللحظة الموسيقى المعبرة عن إيقاع الشارع، حيث بدت المنافسة وتقديم طرح جديد في هذا المجال الموسيقى أمراً يحتاج إلى المزيد من الإبداع و الجهد، وتلاها عرض راقص لفرقة الأبيض و الأسود من فرنسا، بإستخدام تقنيات الإضاءة و البث.

وفي قرية كفر لاقف المحاذية لقلقيلية، قدم براعم فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عرضهم الفني طلت.بحضور أكثر من 1000 مشاهد من القرية و القرى المحيطة، مستمرين في تأكيد رسالة الفرقة بضرورة إخراج العمل الفني من مساحة المسرح في وسط المدينة إلى المدارس و الحيز العام، حيث تم بناء مسرح كامل وبأعلى أشكال الإحتراف في وسط مدرسة القرية، وتم تنفيذ البناء و العمل بحضور أكثر من 100 متطوع و متطوعة من القرية، خالد قطامش مدير فرقة الفنون أشار إلى أن الفرقة ومنذ العام 2006 تسعى لنقل الخبرة المشهدية لحضور العمل الفني في مسرح محترف إلى أماكن غير تقليدية، بهدف الوصول إلى جمهورنا في كل مكان، وضرورة محاربة التهميش المستمر للمواقع لحساب المركز، ثقافياً على الأقل.

لينطلق من بعدها المهرجان في مدينة جنين مع عرض مميز لجوقة بيات من قرية  معليا الجليلية، و التي آثارت إعجاب الحاضرين بمستوى الأصوات الفردية و المجتمعة في الجوقة، لتستمر الفعاليات في اليوم التالي بفرقة نقش للفنون الشعبية و تخريج مدرسة الدبكة التابعة لها.

أما في غزة، فقد كان المهرجان حالة أزالت الكثير من الغبار عن قلوب الغزيين، وفرح عارم شارك فيه العديد من الفرق الفنية و الأهالي و الكشافة، محمد قلجة منسق المهرجان في غزة أشار إلى أهمية هكذا حدث على الصعيد السياسي و الإجتماعي أيضاً، مشيراً إلى ضرورة هكذا إحتفالات لتعزيز الهوية من جانب، ولإدخال الفرح إلى قلوب الناس من جانب آخر.

من جانبه علق رامي مسعد مسؤول لجنة المواقع في المهرجان بقوله: إن إقامة فعاليات المهرجان في كل هذه المواقع ليس أمراً جمالياً بقدر الرسالة السياسية التي نريد إيضاحها، مضيفاً إلى شعور المركز بالمسوؤلية الكاملة نحو هذه المواقع.

من الجدير ذكره ان مركز الفن الشعبي هو مؤسسة أهلية فلسطينية تأسست في العام 1987، بهدف خلق مناخات ثقافية إبداعية جديدة تسهم في الارتقاء بعلاقة أفراد المجتمع بالثقافة والفنون، وتعزيز دورهما في بلورة الشخصية الوطنية والفنية لفرق الرقص والموسيقى والغناء في فلسطين. ومن هذا المنطلق، بادر المركز في العام 1993 إلى تنظيم هذا المهرجان ليكون أول مهرجان دولي في فلسطين، كوسيلة ثقافية فنية إبداعية للاتصال بالعالم. وقد أسهمت هذه المبادرة في كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ عقود، مشكلاً قيمة ثقافية وفنية لدى الجمهور الفلسطيني.

تصميم وتطوير