افتتاح مقام النبي موسى التاريخي

وطن: افتتح رالف طراف، ممثل الاتحاد الأوروبي، وروبرتو فالنت وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، الأربعاء، الموقع التاريخي لمقام النبي موسى في محافظة أريحا.

وقال اشتية "عملنا في مقام النبي موسى يمثل بالنسبة لنا الحفاظ على التاريخ والتراث الديني والروحي، اليوم يتم إعادة ولادة مقام النبي موسى بثوب جديد، بعد أن تم ترميمه بالكامل، وسوف يدار من شركة فلسطينية تمثل القطاع الخاص الفلسطيني".

وشكر اشتية "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على روح الشراكة مع الحكومة، وعلى سخاء الاتحاد الأوروبي على ما يقدمه من مساعدة لفلسطين سواء كاتحاد أو أفراد".

ويعتبر هذا المشروع جزءا من برنامج التنمية السياحية الثقافية الذي يموله الاتحاد الأوروبي، بقيمة 5 ملايين يورو، وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومحافظة أريحا.

ويهدف البرنامج إلى دعم تنمية السياحة الثقافية في دولة فلسطين وخلق شراكات بين القطاعين العام والخاص ليشكّل هذا التدخل النموذج الوطني الاول في دولة فلسطين لإدارة وتشغيل مشاريع التراث الثقافي.

بدوره، قال ممثل الاتحاد الأوروبي رالف طراف "المباني التاريخية هي انعكاسات لتاريخنا ووجه تراثنا، إنها تعكس النزاعات والحروب وكذلك السلام والازدهار في ماضينا".

وأردف "الحفاظ على هذه المباني وترميمها يساعدنا على التواصل مع الماضي وفهمه واحترامه، في فلسطين، لا يزال التراث الثقافي موضوعًا حساسًا أيضًا من الناحية السياسية، مقام النبي موسى الذي نحتفل بترميمه اليوم هو مبنى تاريخي شهير يقع بين أريحا والقدس، ونحن على ثقة من أن هذا الموقع، بمجرد تشغيله، سيصبح مركزًا للحياة الثقافية المجتمعية وسيستقطب الزوار والحجيج. "

واسهاما في تجديد انتاجية القطاع السياحي الثقافي ودعم المجتمع المحلي، قام برنامج دعم تنمية السياحة الثقافية بإعادة ترميم المقام كاملا ضمن المعايير العالمية الخاصة بترميم المباني التاريخية بما يتناسب مع قيمته الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية وتحويله إلى مركز للسياحة يعمل بكامل طاقته لاستيعاب الوفود السياحية.

وشملت أعمال الترميم إعادة تأهيل الممرات والبنية التحتية الأساسية والفناء الخارجي مما خلق أكثر من 25,000 يوم عمل بالإضافة الى توفير 70 فرصة عمل مستدامة حال بدء عملية التشغيل.  

كما وأوضح روبرتو فالنت، الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهمية موقع النبي موسى التاريخي في خلق فرص عمل جديدة وبيئة اقتصادية مواتية للشباب والشابات.

وقالت "لم يساهم هذا المشروع في خلق مناخ استثماري مستدام يسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي التاريخي فحسب، بل قام أيضًا بتطوير القدرات في مجال الحفاظ على الإرث الثقافي من خلال الترميم".

وتابعت "وتعد التنمية السياحية والثقافية عنصرا أساسيا لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، اما بالنسبة الى الشراكة بين مختلف الاطراف في المتابعة والاشراف على هذا المشروع فهي نموذج يحتذى به ويفخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بكونه جزءًا من هذا".

بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال الترميم، ومن خلال تفعيل الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص في ادارة المواقع، تم تأهيل غرف بسعة 60 سريرًا موزعة بين النزل وبيت ضيافة، كما وتم إنشاء مطعم ومقهى بالإضافة إلى 14 محلا تم تأسيسها في الموقع لخدمة الاغراض الاقتصادية والترويج للمنتجات المحلية الفلسطينية.

وقد حضر الحفل، كل من معالي وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة، ومحافظ اريحا والاغوار جهاد أبو العسل وممثل الاتحاد الأوروبي رالف طراف، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرتو فالنت، وغي كلاوس، نائب الرئيس التنفيذي لأوروبا نوسترا، ولفيف من ممثلي الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي وممثلي المؤسسات الدولية والفلسطينية والمجتمع المحلي.

وتشير التقديرات أنه من المتوقع أن يزور الموقع سنويا حوالي مئة وعشرين ألف زائر محلي ودولي.

وتخللت حفل الافتتاح عروض ثقافية، بالإضافة الى إزاحة الستار وجولة حول الموقع.