سنيريا القديمة قضاء قلقيلية.. مكب للنفايات ومأوى للأفاعي!

27.07.2019 12:30 PM

قلقيلية- وطن- إيمان شواهنة: قبل 800 عام، كانت البلدة القديمة في قرية سنيريا، إلى الجنوب من مدينة قلقيلية، مفعمة بالحياة، فبيوتها وحاراتها تشير إلى تاريخ عريق كان موجوداً هنا! أما اليوم، فقد أصبحت المباني الأثرية مكبا للنفايات والحجارة المتهالكة ومأوى للأفاعي.

لم يعد موجوداً في البلدة القديمة، سوى عدد قليل من السكان، فبعضهم هاجر خارج البلاد، والآخر توفاه الله من كبار السن الذي كانوا يتمسكون في بيوتهم التي عاشوا فيها في تلك المنطقة، أما الجزء الأخير من الأهالي، فقد قرر السكن خارج البلدة القديمة.

المواطنة جورينا حمدان، إحدى الذين الذين لم يغادروا البلدة، تحدثت لوطن عن معاناتها في التنقل بين أزقتها، قائلة: "عندما نشتري أسطوانة الغاز فإننا نعاني حتى نتمكن من إيصالها إلى المنزل، نظراً لصعوبة الطريق غير الممهدة للحركة اليومية، تسقط الأسطوانة مراراً خلال نقلها إلى المنزل".

وتضيف جورينا: " الطرق الضيقة لا تسمح للسيارات بالدخول إلى البلدة، لذلك تبقى النفايات مكدسة أمام بيوتنا، على الرغم من التزامنا بدفع رسوم النفايات، لكن سيارة النفايات لا تستطيع الدخول إلى البلدة".

ومع ارتفاع درجات الحرارة تنتشر الأفاعي السامة بين المنازل المهجورة، ويحاول أهالي البلدة القديمة أخذ الحيطة والحذر ورش المبيدات الحشرية باستمرار، ومع ذلك تقول جورينا لـ وطن: منذ بضعة أيام حاولت إحدى الأفاعي التسلل إلى المنزل، ولحسن الحظ اننا تنبهنا لها".

ويعاني الأهالي في البلدة القديمة من عدم وجود شبكة صرف صحي، لذا يلجأ الأهالي إلى الحفر الامتصاصية التي تسبب مشاكل بين الجيران، وذلك بسبب ضيق الأماكن لحفرها، حيث تتسبب بانتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى صعوبة وصول ناقلة المياه العادمة، فيضطر الأهالي إلى دفع مبالغ مضاعفة مقابل محاولة سحب المياه العادمة.

المواطنة هالة سليم تحدثت لوطن، عن أهمية ترميم البلدة القديمة وإمكانية تحويلها من منطقة مهجورة إلى منطقة سياحية، حيث قالت: " شق الطرق من الجهة الشمالية والجنوبية للبلدة سيسهل الدخول والخروج من البلدة القديمة، وعلى الجهات المسؤولة ان تمنح هذه البلدة اهتماما اكبر لما لها من قيمة تاريخية وحضارية".

وتابعت: " عندما أشتري لوازم البيت اليومية أمشي ما يقرب 100 متر حتى أصل منزلي، إضافة أنه عندما بنينا منزلنا كانت لنا معاناة كبيرة في نقل لوازم البناء من خارج البلدة".

من جهته، عقب رئيس مجلس قروي سنيريا سيف عمر خلال لقائه مع وطن: "تحتاج البلدة القديمة في سنيريا إلى مختصين في الترميم، إضافة إلى مبالغ مالية كبيرة، وأضاف عمر:" تواصلنا مع مركز الإعمار الشعبي-رواق، حيث قدرت مبلغ ترميم البلدة القديمة 2-3 مليون شيكل، وهو ما يفوق قدرة المجلس الذي لا تتعدى مدخولاته جباية الكهرباء والمياه".

وشدد رئيس المجلس القروي على أنه تم التواصل مع وزارة السياحة والآثار لشق طريق في البلدة القديمة بالتنسيق بين المجلس القروي والوزارة.

وتوجهت وطن إلى مدير مديرية السياحة والآثار في محافظة قلقيلية، غسان ذوقان، لأخذ رده على ما سبق، فأكد أن الحفاظ على المباني الأثرية مسؤولية جماعية مشيراً إلى أهمية الثقافة والوعي لدى المواطن بأهمية المباني الأثرية.

وأوضح ذوقان "وفقاً لقانون التراث الثقافي، فإن المواطن الذي يعيش في بيت أثري ملزم بصيانة المباني الأثرية بشكل دائم ومستمر، بحيث يُعطى مهلة لمدة أسبوعين، وإذا لم يلتزم بالصيانة، تتدخل وزارة السياحة للصيانة على حسابه الشخصي".  

 

 

تصميم وتطوير