وصفت الفلسطينيين بالوحوش ودعت لحرقهم.. ممثلة لبنانية تثير ضجة بلبنان

06.08.2019 07:15 PM

وطن: تكاد الأحداث المتلاحقة لا تفارق لبنان، هذا البلد المليء بالتناقضات السياسية والطائفية والاجتماعية المختلفة، وفي ظل انشغال البلاد بأزمة سياسية عطّلت انعقاد جلسات الحكومة أكثر من شهر وما تزال، أطلقت وزارة العمل خطة تهدف إلى مكافحة العمالة غير النظامية، الأمر الذي رفضه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وقابلوه بتحركات شعبية للمطالبة باستثنائهم من هذه الخطة.

وفي وقت تنوعت فيه مواقف القوى السياسية اللبنانية حول إجراءات وزير العمل، واجتماعات لمعالجة الموضوع؛ برزت بعض الآراء التي وُصفت بالعنصرية، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تغريدة للفنانة اللبنانية سهى قيقانو على تويتر.

وقالت قيقانو في تغريدتها "إن الفلسطينيين فلتو... بمدينة صيدا بمظاهرات ضد قرارات وزير العمل". وأضافت "صار بدها مكتب ثاني أو حكومة عسكرية أو أفران هتلر". وأنهم (أي الفلسطينيين) "بدهم يقعدوا بلبنان ويشتغلوا بلا قوانين". 

بين العنصرية والدفاع عن الوطن

تغريدة قيقانو وصفها كثيرون بالعنصرية، في حين رأى آخرون أنها تأتي في سياق الدفاع عن اليد العاملة اللبنانية.

وطالب الإعلامي ومقدم البرامج هشام حداد في تغريدة عبر تويتر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بمحاسبة قيقانو على أقوالها؛ كونها تعلن انتماءها للتيار، وإلا يكون موافقا ضمنا على ما قالته، حسب حداد.

ووصف الممثل جاد بوكرم عبر حسابه على تويتر كلام قيقانو عن الأفران والحرق بأنه كلام مقيت. في حين تساءلت الإعلامية يمنة فواز عن عدم التحرك للادعاء على قيقانو، معتبرة أن كلامها خطير.

بدوره، رد الصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة بالقول "إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسهم بعنصرية الغرب، والرئيس اللبناني ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل يفعلان شيئا مشابها في لبنان". في حين رأى أحمد أيوب أن قيقانو ممثلة عنصرية لم يسمع بها أحد، وهي تبحث عن الشهرة على حساب الشعب الفلسطيني.

في المقابل، رأى جورج فرنسيس أن قيقانو تدافع بمواقفها عن لبنان، ووضعت فادية سعد كلام قيقانو في إطار حرية التعبير.

العنصرية تظهر في الأزمات

المواقف التي توصف بالعنصرية تظهر غالبا في أوقات الأزمات، سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية، هذا ما يؤكده الباحث في علم الاجتماع الدكتور سعيد عيسى، الذي أوضح أن كل جماعة بشرية تنظر إلى نفسها كأنها الأهم في العالم، مهما كبر حجمها أو صغر.

واعتبر عيسى أنه يتم تحميل مسؤولية حدوث الأزمات إلى الجماعات الأكثر ضعفا من جنسيات وأعراق أخرى، ولفت إلى أن هناك حوادث كثيرة عبر التاريخ حصلت ضمن هذا السياق، كما في ألمانيا إبان الحكم النازي.

وقال عيسى إن أفكار كهذه تصدر غالبا عن أشخاص ذوي تأثير في المجتمع كالسياسيين والمثقفين والفنانين وغيرهم. مشيرا إلى مواقف صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والجماعات المتطرفة في فرنسا وغيرها.

وحول كيفية معالجة مواقف مثل هذه؛ رأى عيسى أن ما تعرف "بالقوة القاهرة" هي القادرة على منع تفاقم حالات كهذه، مشيرا إلى أن هذه القوة تتجسد عادة في الدولة وأجهزتها.

وأشار إلى أنه في لبنان، حيث الدولة ضعيفة والقوة موزعة، يمكن اللجوء إلى أشخاص آخرين يتمتعون بنفوذ معنوي كالمجتمع المدني والنقابيين ورجال الدين للتصدي لهذا التوجه العنصري.

المصدر : الجزيرة نت

تصميم وتطوير