ميسا جيوسي تكتب لوطن: ما الحب يا صغيري

07.08.2019 11:28 AM

في المعادي، بالقرب من شارع 9 وبعد أن أنهى لعبه مع أصدقائه توجهت لاصطحابه في رحلة عودته للبيت. انظر إليه يطير فرحا وهو يقفز أسفل السلالم متجها نحوي. يستقل السيارة ويجلس بجانبي، وبعد أن يضع الحزام، أوجه له السؤال التقليدي، اتبسطت يا حبيبي؟ فتبرق عينيه فرحا، ايوة يا ماما.

ليلى أخت ندى جميلة جدا وطيبة، لمحت بعينيه بريقا لم المحه من قبل، حين أردف قائلا، أنا ممكن أشوفها تأني؟ طبعا يا حبيبي. وأتابع قيادتي وأنا أتمتم في سري قائلة: عله الحب يا صغيري، حين تكبر سيهوي قلبك فرحا بلقاء أشخاص كثر في أماكن عديدة من هذا العالم، لكن يوما ما سيستهدي قلبك للحب. الحب يا صغيري الجميل من أروع مشاعر البشر، ليس من السهل أن نجده أينما وكيفما شئنا. فالحب يحدث حين تتلاقى الأرواح فتتآلف لتصبح رحلة الحياة سويا أسهل وأكثر متعة. يوما ما قد تخطئ فيغريك بريق الجسد عن عمق الروح فتتيه في ما تعتقد خطأ انه حب، لكن بوصلتك ستستقيم حين تصل إلى يقين بأن الحب هو ما بعد الجسد وما بعد المادة بمراحل.

لكن يا حبيبي أن كتب لك الله من العمر مديده ومن الحب جميله، تذكر أن الحب ككل شيء حي، ينمو بالعناية والاهتمام، ويذبل ويختفي بالإهمال واللامبالاة. قدر من يحبوك يعد ذلك عليك بحب أكثر، وبالحب تزدهر الدنيا وتشرق. وبالحب نعطي ونحيا وننجز.

وأعلم يا حبيبي أن الحياة بلا نهاية، محطة الوقوف الوحيدة بها هي الموت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فإن حدث وقدر الله لك أن يكسر قلبك بحب غير حقيقي، فلا تحزن إلا قليلا وأكمل بقوة، فالحياة لا تقف عند شخص أو شيء. والحياة يا صغيري لا تحب الضعفاء.

فإن صانك الحب، بادله ذلك وأكثر، وإن خذلك فتجاوز عنه وأنطلق نحو غد أفضل مع من يستحقون قلبك الجميل، فالحياة وأن طالت قصيرة، عشها مع من يستحقون رفقتك.

وأعود له محادثة: أنا حكلم مامتها وحقلها يجو عندنا البيت. فيرفع نظره باسما نحوي ونسير في غمرة من السكينة نحو البيت فرحين.

دم بكثير من الحب يا صغيري،

أمك التي تحبك

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير