الجلزون ليست مجرد زيارة

11.08.2019 07:49 PM

كتب وليد البايض: صحوت باكرا أجهز نفسي للخروج، يجب أن أصل قبل الموعد لكي أشارك زملائي في تنظيم حركة فتح مخيم الجلزون بالترتيبات والاستعدادات لاستقبال سيادة رئيس دولة فلسطين.

من على الشارع المحاذي لبيتي استقلني احد الأصدقاء صدفة، تبادلنا التحيات سريعا وبادر بالسؤال حول الزيارة المرتقبة، أهميتها وأهدافها، متحدثا بإيجابية وفرح، مصرا ان يوصلني إلى مخيمي لم استطع الرفض مستمتعا بالنقاش الدائر الذي أحد أهم أسبابه قلة زيارات الرئيس وجولاته الميدانية في ربوع فلسطين مؤكدين على أهمية هذه الزيارة في هذا التوقيت الذي إن دل على شيء فلا يدل الا على حكمة وذكاء في كل تفاصيلها.

وصلنا إلى شارع البيرة نابلس الرئيسي، بدأنا بمغادرة ما يسمى بالمنطقة (أ) بعد محطة الوقود وعلى الطريق الصاعد باتجاه مخيم الصمود، وبمحاذاة الجدار الذي يسجن بداخله قيادة جيش الاحتلال من جهة ومغتصبوا الأرض المستوطنين وفي منظر اقشعرت له ابداننا واعترتنا نوبة شموخ وعز مع إبتسامة عريضة علت وجوهنا كان لانتشار جنود حرس الرئاسة على طول الطريق الواصل مابين مدينة البيرة ومخيم الجلزون هذا الوقع على أنفسنا شعرنا للحظات أننا نحاصر هذا المحتل ومستوطنيه 

- داخل معسكرهم لم نترك عنصرا من حرس الرئيس المنتشر إلا وقد أطلقنا له زامور السيارة وادينا له التحية لم نكن وحدنا من فعل ذلك بل أغلب من مر من الشارع قام بنفس العمل وكأن هذا الشعور بالفخر قد اعترى الجميع.

وقع هذا الحدث الصغير كانت أبعاده في نفوسنا كبيرة جدا، هو التوق للحرية والانعتاق من المحتل ورؤية جيشنا يجوب كل أرجاء الوطن دون قيد أو شرط .

نعم لقد حاصر اخوتنا نتنياهو  ووعوده داخل الجدار العنصري، ورد السيد الرئيس على زيارة نتنياهو من على نفس التراب معلنا وفي قلب المخيم أننا نحن اصحاب الأرض والحق فيها لنا عبر التاريخ وسيبقى كذلك وعلى الطارئين ان يرحلوا، هنا كانت الحنكة والحكمة في إختيار الزمان والمكان، فمخيم الجلزون دائما وأبدا كان سباقا في كافة محطات الفعل النضالي ومتقدما الصفوف في العمل النضالي مقدما مجموعة كبيرة من أبناءه شهداء وأسرى وجرحى.

مخيم تقطنه الكثير من العائلات المناضلة والمتجذرة بالعمل الوطني وأبنائها في ساحة الفعل الدائم، مخيم فيه من الكادر والقيادات القادرة على إدارة دفة أوطان، فيه من الشريحة الأكاديمية مايتفوق على الكثير، فيه المعاناة اليومية التي مازال يتعرض لها من جراء مداهمات الاحتلال المستمرة في كل وقت وحين، وهو خير من مثل كل مخيمات الوطن والشتات ويشرفه ذلك.

استطاع السيد الرئيس ان يوصل رسائله السياسية بوضوح لا يحتمل الشك وبثبات عودنا عليه وثوابت لن يحيد عنها بكلمات واضحة خاطب أهله وأبناءه انتم اصحاب الدار انتم الكنعانيون فالتاريخ لكم والحاضر لكم والمستقبل لكم هذا أمر الله لا مفر منه وعليهم أن  يرحلوا  .

نعم زيارة فيها الكثير من الرسائل السياسة جاءت من قلب المعاناة هذه المرة قال الرئيس لنتنياهو ضمنا انت تبني وتعد بالبناء الجديد نحن نريد القديم حق هؤلاء اللاجئين ونرفض وجودكم على أرضنا وسرقتها.

لم نعلم بالزيارة إلا قبل موعدها باقل من 24 ساعة كانت استعداداتنا سريعة وبسيطة أراد الرئيس ان يرى الواقع الصعب كما هو عليه وحصل، استقبل الناس رئيسهم بكل الفرح والحب التفوا حوله مؤكدين له أننا معك نحو الدولة والحرية بكل عفوية كما كان هو واضحا في طرحه السياسي مخاطبا أهله بكل ثبات باثا فيهم  الامل شادا على اياديهم ان لا عودة إلى الوراء فيما يتعلق بحقوقنا الثابتة.

حملت الزيارة كم كبير من المعاني السياسية والاجتماعية، القرب من الناس والالتصاق بهم حتى لو سياسيا بالتأكيد سيكون عاملا لتقوية موقف القيادة الثابت على الثوابت.

لم يكن الفلسطينيون يوما غير ماكان عليه أهل مخيم الجلزون تواقين للحرية ملتفين حول الموقف الذي لاتساوم على الحق الفلسطيني. متأكد ان سيادة الرئيس الذي شرفنا بوجوده بيننا في احد قلاع فلسطين مخيم الجلزون وتبادل معنا الهم وغمرنا بحبه سوف يكون قريبا في قلعة أخرى، سيادة الرئيس كان صاحب بيت كبير والجلزون كان جميلا. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير