مؤرّخ مقدسي لوطن: الأوضاع الحالية في المسجد الأقصى مشابهة للأوضاع التي سادت قبل "هبة البراق" عام 1929.. هناك دم وتضحيات ستحدث في القدس

عكرمة صبري لوطن: تصريحات أردان بخصوص "المسجد الأقصى" خطيرة.. وتؤكد النية المبيتة للسيطرة على الأقصى

15.08.2019 10:48 AM

وطن: وصف الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى تصريحات وزير ما يسمى الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال غلعاد اردان، التي دعا فيها لتغيير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى المبارك، بالخطيرة، وبأنها تؤكد النية المبيتة السيئة والعدوانية لتحقيق أهداف الاحتلال التوسعية العنصرية.

وقال خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" إن أردان بتصريحاته يحاول استمالة سائر الاحزاب اليمينة المتطرفة، مؤكدا أن المقدسيين سيكونون لهم بالمرصاد ولن يسمحوا بتغير الواقع التاريخي والحضاري والسياسي للمسجد.

وأضاف، أن تصريحات أردان بأحقية اليهود في الصلاة في أوقات معينة وأن يبسطوا السيادة على الأقصى هي محاولات يائسة وفاشلة وليست الأولى، بل سبقتها محاولات عدة هدفها التقسيم الزماني والمكاني، مثلما جرى في باب الأسباط وحطة والمصلى المرواني وباب الرحمة والبوابات الالكترونية، إلا أن جميعها فشلت بصمود ودفاع المرابطين.

وكانت باحات المسجد الأقصى قد شهدت الأحد الماضي، أول أيام عيد الأضحى، وبعد صلاة العيد مباشرة، اقتحامات من قبل المستوطنين وبحماية من قوات الاحتلال، واعتدى الجنود على المرابطين وأصابوا العشرات منهم.

وقال عكرمة صبري إن الاحتلال يدعي بأنه حقق انجازاً يوم عيد الأضحى، وهذه أوهام، لأن المستوطنين المتشددين المتطرفين اقتحموا الاقصى تحت حماية عناصر الشرطة وبعد هجوم وحشي من الأجهزة الأمنية للاحتلال للمسجد الاقصى وهذا ليس انجازا،  كما أن الاقتحام تم من جهة باب المغاربة وخرج المستوطنون من باب السلسلة وهي مسافة قصيرة، دون أن ينفذوا جولات في باحات الاقصى.

كما وأكد بأن الاقتحام جاء بقرار من رئيس الوزراء نتنياهو لانه يريد تحقيق مكاسب سياسية ومصالح انتخابية ليستميل الجماعات المتطرفة لأنه غير قادر على تشكيل قائمة تقوده إلى الحكم مرة اخرى.

ولفت إلى أن المسؤولين الاسرائيلين ما قبل عام 2000، كانوا يصفون الجماعات المتطرفة بأنهم "مجانين وقلة ولا قيمة لهم"، لكن وجهة نظرهم تغيرت بعد اقتحام شارون للمسجد الاقصى، وأظهرت النية المبيتة من المسؤولين وباتفاق حزب العمل مع الليكود بالهيمنة والسيطرة على الأقصى، وهو ما يعكس وجود استراتيجة رسمية حكومية بالهيمنة على المسجد الاقصى، كما أن المحولات السابقة تمت بدعم من حكومة الاحتلال.

من جهته أوضح مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية (باسيا) أن المقدسيين بكافة المؤسسات والفعاليات والهيئات في حالة وعي كامل بالاجراءات الاسرائيلية والاقتحامات والحفريات وسياسة الاحتلال الممنهجة بحق المسجد الاقصى، إذ تفاعل المقدسييبن مع قرار الهيئة الاسلامية العليا بأغلاق كافة المساجد والصلاة في الأقصى وتاخير صلاة العيد ساعة للتصدي لاقتحامات المستوطنين.

وأضاف خلال حديثه لـ"وطن" أن السياسة الاسرائيلية وتصريحات المسؤولين واضحة بكافة الأبعاد، حيث أن البعد الحكومي يهدف لتغير الأمر الواقع، والمنظمات المتطرفة تقتحم المسجد الاقصى بقوة السلاح، ويتزامن ذلك مع الانتخابات الاسرائيلية والتنظير بالشعارات والخطابات، في ظل صمت أمريكي عن هذا الاستفزاز والنفاق الأوروبي، وتراجع الدور العربي.

وقال بأن عبارة "التقسيم الزماني والمكاني" هي قاموس صهيوني يميني متطرف، تعني ان يشارك آخر في المكان المقدس ويعتدي علىه وعلى مقدساته وعلى مواقيت الصلاة الخمسة، وهذا مرفوض، كما تعني أن هناك "آخر" يدعي حقه في المكان ويريد بالمستقبل أن يشاركك الصلاة، محذرا من تداول المصطلح، موضحاً أن العديد من وسائل الاعلام المحلية والعربية تقع في مصطلحات اسرائيلية.

وأكد عبد الهادي على ضرورة عدم التفريق بين المستوطن والعسكري ونائب الكنسيت، فجميعهم يريدون تغيير الوضع التاريخي الديني القائم والمعتمد منذ القرن 18.

ولفت  إلى أن زيارة عضوي الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر، المرتقبة الأسبوع القادم، وستطلبان زيارة المسجد الاقصى للصلاة فيه، وسلطات الاحتلال تلعب لعبتها السياسية بين هل تسمح لهم بذلك أم لا! وتجري محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الموضوع، لكن رغم ذلك "سيحتضنهم أهل القدس، ويسيروا معهم، وسيتعبدوا معهم، وسيدفع أهل القدس ثمن ذلك".

وأشار إلى أن الأوضاع الحالية والمعادلة التي وصلنا لها هي مشابهة للأوضاع التي سادت "هبة البراق" عام 1929 هناك دم وتضحيات ستحدث في القدس.

تصميم وتطوير