مهرجان الباذنجان متنفّس للمزارعين في قرية "بتير"

18.08.2019 03:29 PM

وطن - هدالة شتية: منذ أربع سنوات بدأ مهرجان الباذنجان في قرية بتير كمتنفّس لمزارعي القرية الذين حُرموا من تسويق منتجاتهم الزراعية إلى مناطق مختلفة من فلسطين، وانحصرَ التسويق فقط في السوق المركزي في بيت لحم. فقديماً كانت المنتجات الزراعية -بما فيها الباذنجان البتيري- تطوف البلاد من القدس حتى حيفا وعكا... لكن سياسات الاحتلال وضعت الحدود ليس فقط على البشر، بل شملت أيضاً المحاصيل والمنتوجات الحرفية.

يقول تيسير قطوش رئيس بلدية بتير "قديماً كان بإمكان المواطن تسويق منتجاته في القدس وحيفا والداخل، لكنّ تضيقات الاحتلال لم تعد تسمح بوصول هذه المنتجات إلى خارج حدود الضفة".

 

بتير على لائحة التراث العالمي

إلا أنّ مهرجان بتير يأتي إليه ليس فقط من يريد تسويق منتجاته الزراعية، فهو حاضنة لصانعي المنتوجات الحرفية التي تُدرج ضمن جدول المهرجان، فهي تشكّل جزءاً من المورورث الثقافي والتراثي لأهالي القرية إلى جانب المنتوجات الزراعية، فبعدما أُدرجت القرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة - (اليونسكو) عام 2014، أصبحت محطّ أنظار السياح والقادمين من مختلف المناطق في داخل فلسطين وخارجها، وبالتالي كل ما تنتجه القرية يجب المحافظة عليه ومحاولة إيصاله للعالم، الأمر الذي أكده، حسن معمر، من المتحف البيئي في بتير لـوطن بقوله إن المهرجان أوجد لدعم المنتج الوطني والموروث الثقافي بعدما أصبحت بتير على لائحة التراث العالمي، وفكرته قائمة على دعم صمود الناس وتوفير فرص عمل لهم ولو كانت فرص بسيطة، وأضاف معمر "الهدف هو تعريف العالم بهذه القرية وايصال رسالة للسياح بشكل حضاري".

لقاء المزراع بالمواطن مباشرة

أمام الاستغلال الذي يحصل في الأسواق نتيجة بيع المزارعين محاصيلهم لسماسرة، ومن ثم إيصالها للمواطنين، فقد ساعد المهرجات على إلغاء هذا الاستغلال ومنع حدوثه، عبر إنشاء المهرجان الذي أسس للقاءٍ مباشر بين المواطنين والمزارعين، حيث يستفيد كل طرف من الآخر دون خسارة أيِّ منهما، إذ قال رئيس بلدية بتير، تيسير قطوش، لـوطن "إنّ المهرجان يعد مكاناً لالتقاء المزارع بالمواطن مباشرة دون أي طرف ثالث، وهذا يمنع استغلال بعض السماسرة للمزارعين والمواطنين، فيتم بيع المحاصيل بسعر معقول للمواطن ودون خسارة المزراع".

بيع المحاصيل في مهرجان بتير

"لم يتبقّ سوى مونة بيتي من الباذنجان، فقد بعت كامل المحصول في اليوم الأول للمهرجان البالغ قرابة90 كيلو باذنجان"، هذا ما قاله المزارع رائد قطوش، فقد بيعت معظم المحاصيل منذ اليوم الأول في المهرجان، كما أكد كمال أبو النور وهو احد المزارعين المشاركين أنه "لن أذهب اليوم للمهرجان، فقد بعت كافة محاصيلي البارحة".

ويشارك المزارعون في المهرجان منذ افتتاحه في سنته الأولى منذ أربع سنوات، فهذا المزارع رائد قطوش يقول "شاركت من أول سنة، ومازلت أشارك حتى الآن.. فالمهرجان يساعدنا على تسويق منتجاتنا التي لا يوجد لها سوق خارج بيت لحم، إلّا أن محاصيلنا تعاني من تخريب من قبل الاحتلال فقد أطلق في هذه السنة الخنازير لتخريب المشاتل، إضافة لضعف ترميم قنوات المياه الواقعة في أراضي عام 48، فالمشاريع كلها موجهة لترميم أراضي الـ67 فقط".

بقاء المزارع الفلسطيني في أرضه

وللمحافظة على الأراضي من الاندثار، تسعى البلدية والجهات المختصة في محاولات لشق الطرق الزراعية الجديدة، وتسهيل وصول المواطنين للأراضي البعيدة صعبة الوصول، وتأتي هذه المحاولات لدعم صمود الفلاح الفلسطيني حتى يستمر في زراعة أرضه، فقد قال تيسير قطوش رئيس بلدية بتيير "إنّ مشكلة استصلاح الأراضي الزراعية هي من أكبر المخاطر وأولها، ولكن الجهات المختصة قد قامت بشق طرق زراعية جديدة وتوفير المعدات اللازمة لاستصلاح هذه الأراضي، التي يصعب الوصول إليها".

وحتى يظلّ المزارع صامداً في أرضه، يعكسُ بعمله صورة القرية الفلسطينية الأصيلة والمنتجة، وواجهة حضارية للسياح من مختلف البلدان، فكانت قرية بتير أولى القرى الفلسطينية التي أدرجت في لائحة التراث العالمي، لتثبيت هويتها الفلسطينية، ولمنع إقامة جدار الفصل العنصري على أراضيها.

تصميم وتطوير