هل يفتح رجل المستحيل خزائن النصر في القدس !

19.08.2019 01:05 PM

كتب حسن مليحات الكعابنة : هناك في الأفق القريب والى الشمال من فلسطين في مدينة بنت جبيل اللبنانية عاصمة المقاومة أطل علينا سيد المقاومة ورجل الأنتصارات والمفأجات سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أطلالته المعهودة وتظهر على محياه تباشير العزة والنصر ، لا خائفا ولا وجلا وذلك في مهرجان الانتصار الكبير تحت عنوان (نصر وكرامة) والذي أقيم عصر يوم الجمعة في مربع المواجهة والصمود (بنت جبيل، عيناتا، مارون الراس، عيترون)  وخاطب الجماهير المحتشدة والمشرئبة له وبارك مناسبة الانتصار على العدو الأسرائيلي عام 2006 موضحا ان جماليتها هذا العام كونها تصادف ايام عيد الاضحى المبارك  وان حضور الجماهير في الجنوب يعبر عن ثقة الناس بالقدرة على ردع اسرائيل  وان حالة الامن والامان لم تأتي بالمجان وانما كانت نتيجة عمل وجهد على مدار الساعة وهي نعمة تستحق الشكر والثناء والمحافظة عليها مردفا بان اللبنانيين هم من صنعوا امنهم في الجنوب عبر المعادلة الذهبية (جيش وشعب ومقاومة )بعد عمل خلال 13عام مضت وهم بنعم بالامن من موقع القوي وليس منة من احد.

في  خضم خطاب سماحة السيد وبالنظر وامعان في كنه خطابه نجد بانه قرر بوضوح بان الشعب اللبناني هو شريك اساسي في صناعة النصر ضمن حالة التناغم والانسجام بين الشعب والمقاومة  ، وان المقاومة تنطلق من استراتيجية امتلاك القوة والاستعداد الدوؤب للحرب لمنع وقوعها وبالنتيجة خلق حالة من الردع لدى العدو  وان جميع دول واذرع المقاومة مستعدة للحرب ومتضامنة فيما بينها وان اي عدوان على طرف يستدعي الرد عليه بشكل جماعي وان المعادلة الردع القيدمة قد تغيرت نحو الافضل بسبب الفرق الشاسع بين كانت تملكه المقاومة قديما وما تملكه اليوم من اسباب القوة العسكرية  وان حرب العام 2006 كانت حربا امريكية وبأداة اسرائيلية لاقامة شرق اوسط جديد  وهنا يثور  تساؤل كبير :- هل تستطيع اسرائيل ان تعيش بشكل طبيعي وسط غابة صواريخ حزب الله وتصاعد قوته المتطورة باستمرار ؟ 

باستعراض سريع لشخصية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  وبالرجوع الى الفكرة التي تحدث عنها (ريجيس دوبريه في كتابه  حياة الصورة ومورتها ) نجد بانها تنطبق على شخصية سيد المقاومة السحرية الأخاذة في وعي وضمائر وقلوب الجماهير العربية المحبه لسماحته والتي تتوق الى العزة ، فعلي مستوى الكاريزما وحسب بحث قام باعداده ضابط رفيع في المخابرات الأسرائيلية فانه حسن نصر الله هو اول زعيم عربي يتمتع بقدرة التأثير بخطابه على الرأي العام الاسرائيلي منذ جمال عبد الناصر فهو يزن كلماته واقواله التي يتلقاها كبار الاستراتيجين ورجال المخابرات والاختصاصيين النفسيين والدبلوماسيين بنهم شديد درسا وتحليلا وتمحيصا ،فمصادقيته ليس حملة دعائية بل اقواله تطابق افعاله وهي حالة لم تتعود عليها الشعوب العربية من قبل الزعماء العرب في العصر الحديث الامر الذي جعله في نظر الشعوب بانه ايقونة الصدق والعزة والشهامة وهو لا يقول كلام تبجحا ولا متباهيا  وهو خطيب مفوه بامتياز وترتفع وتيرة صوته اثناء الخطاب وتهبط حسب مقتضيات الحال ، ففي زمن يسود في المنطقة اسلوب الحكومات العربية الرجعية التي تمارس الغوغائية السياسية يظهر الرجل رزينا وواثقا ومبتسما وتشع من عينيه معاني الكبرياء والانفة ويقوم بعرض الامر في خطاب سياسي امام مئات الالوف من المشاهدين المذهولين بصدقه وقربه من قلوبهم في كلام مستوحى من روح العروبة الاكثر تشددا ، وهكذا دفع ببلده ليصبح المؤشر الاقليمي في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي غير مكترثا بكل الرجعيات العربية وملهبا حماسة وقلوب الجماهير العربية المتعشطة للنصر والحرية ،ووضع اسس جديدة لمواجهة عدوه وهي الصراع المتنقل في ميدان مغلق وهي نهج جديد في العلوم العكسرية لم يالفه احد من قبل مدعوما بقوة ردع صاروخية امام حالة من ذعر الغرب واذناب وانذال العرب 

في حضرة خطابات سماحة السيد لا بد من القول بانه كان جليا فشل اسرائيل في منع تنامي قدرات حزب الله رغم ما فعلته لقطع الطريق على زيادة قوته وقال في خطاب سابق لقد انجزت المهمة وباتت المقاومة تملك الصواريخ الدقيقة والامكانيات التسلحية وان اسرائيل اذا فرضت حربا على لبنان فانه سيعيدها الى العصر الحجري خاصة وان حزب الله يملك ما يقارب 120 الف صاروخ  وفي هذا نشير الى ما جاء على لسان جون سمبسون كبير المحللين السياسيين في شبكة (بي بي سي) عندما ختم سلسلة تقارير اعدها بمناسبة مرور نصف قرن على قيام دولة اسرائيل مشككا ومتسائلا هل ستحتفل اسرائيل بمئة عام على قيامها في ظل تغير الظروف حولها ؟!!!  ،  وما بين يدي سيناريو الرعب والانهيار تحدث رجل المستحيل بان تدمير الفرق والالوية الاسرائيلة في حالة نشوب حرب سيتم عبر البث المباشر حال دخولها جنوب لبنان وان المنطقة ستشتعل برمتها وهذا لم يحدث من قبل في اشد لحظات اسرائيل حماقة ،وفي اشارة مرعبة قال بان دولا وشعوب سوف يتم ابادتها وهذا يدفعنا الى الاعتقاد بان الحرب المقبلة في حال اندلاعها سيستخدم فيها اسلحة غير تقليدية على قاعدة عقيدة شمشون التي تتبناها اسرائيل ، لقد اثار خطابه حول الصلاة في القدس حالة من الفزع الوجودي لدى اسرائيل وادهشهم ثقة السيد بحتمية تحرير القدس والصلاة فيها الامر الذي دفع الاستراتيجين من خطباء هرتسليا التوقف مليا امام ما قاله حول القدس وخلق لديهم حالة من القلق الشديد بحديثه ومساندته للقدس وفلسطين وهو ما دفع الجماهير اليمينة وهي المجوعة وتحت اطلاق النار ان تخرج للتظاهر تأييدا لفلسطين والقدس فقد الهبها خطاب سماحة السيد حول القدس ودفع ايضا وزاراة الدفاع الامريكية ووزارة الخارجيو وعلى راسهم اليوت ابرامز لنقاش خطورة خطاب السيد على خططهم في الشرق الاوسط .                                                                     

ازاء تلك الاحداث والمعطيات نخلص الى القول بان خبراء الأنثروبولوجيا والاستراتيجيا الامريكيون والاسرائيليون يشعرون بان سماحة السيد حسن نصر الله حقق مكاسب كبيرة للمقاومة وقلب الطاولة السياسية  وانه لاول مرة ومنذ تأسيس حزب الله يظهر قوته وقدرته على قيادة حركة مقاومة اقليمية موحدة واظهر انخراطه في معركة تحرير الارض الفلسطينية والقدس من الاحتلال الاسرائيلي وتكرست زعامة وقيادة السيد حسن نصر الله لحركات التحرر العربية وخاصة حركة تحرير فلسطين  وهذا خلق صداعا مزمنا لرؤوس المسؤولين الاسرائيليين وهو متوجه لفتح خزائن النصر في القدس الشريف  وفي هذا الصدد نشير الى ما قاله الصحفي الاسرائيلي داني روبنشتاين قبل اسبوع من اعلان وقف اطلاق النار في عام 2006 (بان حسن نصر الله شخصية عظيمة تشخص لها ابصار الفلسطينين والشارع العربي بدرجة تفوق جمال عبد الناصر الذي في زمنه صمد في حرب حزيران ستة ايام  اما حسن نصر الله فهو يحبس رب اسرائيل منذ اربعة اسابيع

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير