( ابكي مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجالِ )

20.08.2019 05:36 PM

كتب: فادي البرغوثي

ربما اكثر شيء يؤرق القيادة الفلسطينية في هذه اللحظة هو الاجابة على السؤال ما العمل خاصة ان جميع الخيارات والبدائل لانقاذ عملية السلام لم تتكلل في النجاح لذلك ما هو الخيار الذي يمكن دفعة الى الامام امام هذه المعضلة ؟؟؟ لربما الخيار المتبقى لنا في هذه المرحلة هو العودة الى الصراع لما كان علية الوضع قبل الاعتراف بدولة اسرائيل فهو الحل الواقعي والمقبول فاسرائيل دولة احتلال فقط .. وحين نوصفها بذلك فان باقي الامور يمكن ان تكون تحصيل حاصل فلا يوجد على سبيل المثال احتلال ليس مجرما او ليس قمهي واحلالي وعنصري ... الخ

هنا انا لا اريد ان اتحدث عن ما يحصل ولكن اريد ان استشرق المستقبل فاسرائيل مرشحة لتكون الدولة العنصرية والاكثر دموية في العالم يعني ستصبح اكثر مما هي علية في الوقت الحاضر بالرغم دمويتها الغير مسبوقة

... طبعا هذا قادم من حصيلة التغيرات الديمغرافية داخل الكيان الصهوني فواقع التدين لهذه الدولة في تصاعد وتصاعد فاليوم ليس البارحة وغدا ليس كاليوم ... ومثلما هناك مشكلة ديمغرافية بين العرب واسرائيل هناك مشكلة ديمغرافية بين المدينيين والعلمانيين في دولة اسرائيل نفسها فواقع الانجاب بين المتدينين اكثر من ثلاثة اضعاف عن العلمانين هذا جاء من واقع احصائي اسرائيلي ربما هذا ما يجعل اليمين الاسرائيلي اصبح يتفوق على اليسار في هذه المرحلة وسيتفوق عليها في مراحل قادمة اكثر فالعلاقة ما بين اليمين الصهيوني ودولة اسرائيل علاقة متسارعة مع الزمن فكل يوم ياتي فية اليمين يشتد ساعده على اليسار ويتقدم علية
اذن فان عملية السلام الذي انقض عليها اليمين الصهيوني دون النظر ان كانت هذه العملية لصالحة او ليست لصحالحة ستكون سمات المرحلة الحالية والمرحلة القادمة خاصة ان الواقع يقول ان اراضي الضفة والقدس تعد من العقيدة الدينية اليهودية هي جزء من دولة اسرائيل بل هي الاهم من اراضي دولة اسرائيل نفسها
هنا يصبح الحديث عن التسوية اليوم والمستقبل حديث وهمي لا يمت بالواقع الذي تقوم علية هذه الدولة باي صفة
وبالتالي يصبح الصراع ما بيننا ليس مبني على اساس الاختيار انما مبني على اساس البقاء او عدم البقاء وهو واقع التصفية لوجودنا على هذه الارض او تصفية وجودة ضمن مبدا هملت في رواية شكسبير الشهيرة ( نكون او لا نكون ) يعني ضمن العلاقة الصفرية بين الطرفين فالصراع هو صراع وجود لا صراع حدود كما يتوهم البعض وان الذين انكروا ذلك لفترة طويلة هم من يدركها اليوم دون القيام بأي خطوة عملية تحدد طبيعة الصراع والعلاقة مع المحتل بل أن القرارات التي اتخذت سابقا تراوح مع الأسف مكانها

هذا يعني ان الواقع الفلسطيني يقوم على استراتيجية مختلفة تماما عن المنهج السابق وحتى الحالي المحتكم الى اتفاقيات اوسلو وتبني استراتيجية مبنية على المقاومة فقط وغير ذلك فإننا سننتقل من واقع لا يقل عن واقع ما حدث لنا عام ١٩٤٨م وتصفية ما تلقى من القضية لذلك سياتي يوم ويقال لنا كما قالت ام عبدالله الضغير اخر حكام الاندلس لابنها الحاكم ( ابكي مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجالِ )

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير