الطبيب البغدادي يتغلب على البطالة عبر منصات العمل الحر

22.08.2019 05:35 PM

غزة _ وطن _ صباح حمادة: لم يتقبل الشاب أنس البغدادي، خريج الطب البشري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، فكرة الانتظار للحصول على وظيفة في ظل تزايد معدلات البطالة في قطاع غزة، فلجأ إلى استثمار منصات العمل الحر، وهي مواقع الكترونية تعرض من خلالها فرص عمل عن بعد للخريجين من مختلف التخصصات، ويكون مقرها بالأساس خارج حدود غزة.

يتحدث البغدادي لــ وطن عن تجربة انضمامه إلى أكاديمية العمل الحر Gaza Sky Geeks، ": بعد عودتي من مصر لقطاع غزة عام 2017، حصلت على الامتياز إلا أنني لم أوفق بالحصول على وظيفة تناسب شهادتي الجامعية، والفرص التي توفرت لم تكن ذات راتب يناسب ساعات العمل"، مشيراً إلى أنه قرر اتخاذ مسار جديد في حياته، والبحث عن عمل عبر منصات العمل الحر في مجال الترجمة وكتابة المحتوى.

ويؤكد البغدادي أن السبب الرئيس الذي دفعه للعمل الحر هو سوء الوضع الاقتصادي، وقلة توافر فرص العمل في المجال الطبي وباقي التخصصات. مبيناً رغبته بتأسيس حياته وألا يكون عالة على أحد، وأن يتمكن من جمع مصاريف استكمال دراسته والتخصص في الطب النفسي.

ويشير البغدادي إلى أن بداياته في العمل الحر كانت صعبة، موضحاً أن بدايات عمله كانت في الطبخ والموسيقى والتسويق الالكتروني مجالات بعيدة عن المجال الطبي، موضحاً أنه بعد ذلك حصل على عمل في المجال الطبي وكانت البداية في تجهيز مساق في علم التشريح، ومنذ تلك البداية وحتى اللحظة يعمل في المجال الطبي عن بعد.

وحول الصعوبات التي واجهته، يقول أنس لــ وطن "أغلب الصعوبات كانت لوجستية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، والحاجة لتوفر انترنت معظم الوقت"، مؤكداً أنه استطاع التغلب على الصعوبات بشكل نسبي من خلال تواجده في مقر الأكاديمية وتوفر الكهرباء والانترنت في المكان".

ويوضح البغدادي أن عائلته لم تتقبل فكرة عمله عبر منصات العمل الحر في البداية، مؤكداً أنه تغلب عليها حال حصوله على عمل في مجاله الطبي وبناء شبكة علاقات دولية من خلال تواصله مع مؤسسات وأكاديميات دولية عبر منصات العمل الحر.

ويشير إلى أن المجتمع ليس على درجة كافية من الوعي وتقبل فكرة العمل عبر منصات العمل الحر، وبحاجة لنشر هذه الثقافة بين الخريجين والمجتمع لتخطي مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب في قطاع غزة.

ويؤكد أنه من خلال أكاديمية العمل الحر ونشر الثقافة بين صفوف طلبة الجامعات والخريجين، بدأت أعداد المنتسبين في ازدياد.

ويوجه البغدادي نصيحته للخريجين والخريجات الذين لم يحصلوا على فرصة عمل في مجال دراستهم، بضرورة استغلال قدراتهم والعمل على صقل مهاراتهم والانضمام لمنصات العمل الحر، لافتاً إلى أنه استفاد كثيراً من تجربة الانضمام لأكاديمية العمل الحر في مجال تطوير مهاراته، وصقل شخصيته.

ويختم أنس حديثه لــ وطن بأن انضمامه لمنصات العمل الحر مرحلة انتقالية لاستكمال حلمه في التخصص في مجال الطب، وحتى يعتمد على نفسه في توفير تكاليف تخصصه، "قرر عدم الرضوخ لقلة فرص الوظائف في غزة، والتوجه لمنصات العمل الحر".

 


 

تصميم وتطوير