القدرة على الرد

26.08.2019 11:15 PM

كتب: سامر عنبتاوي

تقييم الوضع يجب أن لا يرتهن للمزاودات و التصيد ، ما يحصل في الأيام الأخيرة له خلفياته و تبعاته و حساباته و لا يقاس بردود الفعل العاطفية و الغير محسوبة .
المعطيات :
(اسرائيل) : على أبواب انتخابات مكررة في ظل تنافس يخوضه نتنياهو ليحافظ على رئاسة الحكومة ، و يواجه اتهامات قد توصله الى السجن ، و خصومه يحملونه تبعات الوضع السياسي و الأمني بل و يتهمونه بالضعف و فقدان عوامل القوة في التعامل مع قطاع غزة و بأنه المسؤول عن امتلاك المقاومة لزمام المبادرة .
المقاومة في غزة : تعي هذه الحقيقة جيدا و تمارس سياسة الرد المباشر و تستفيد من حالة القيادة السياسية و الأمنية لدى الإحتلال فلا تدع فرصة لنتنياهو ليستفيد من أي عدوان على غزة في رصيده الإنتخابي .
الضفة : عمليات المقاومة مستمرة و آخرها العملية النوعية و المتطورة عن سابقاتها من حيث التخطيط و التنفيذ ، مما يؤثر بشكل مباشر على نتنياهو و ادارته .
الداخل : تشكيل القائمة المشتركة و وجهتها الأساسية إسقاط نتنياهو و التلميح بالتحالف مع خصومه و توجيه السهام له و لحكومته .
المقاومة اللبنانية : الخطاب عالي النبرة للسيد حسن نصر الله أرسل رسائل قوية و جلية ،،
-التهديد المباشر للجيش الاسرائيلي على الحدود الشمالية ، و إعادة توصيف الحالة بمواجهة مباشرة لأي عدوان و إعادة فتح ثغرة على الحدود بعد هدوء طويل .
-الرسالة للإسرائيلين بالقول أن الإنتخابات كانت دائما على حساب الدم الفلسطيني و العربي و الآن يحولها نتنياهو لتصبح على حساب الدم الاسرائيلي .
- الحديث المباشر عن العدوان الاسرائيلي على الحشد الشعبي في العراق و على الداخل السوري و التدخل في اليمن  و سقوط عنصرين من حزب الله في سوريا و على الضفة و القطاع ، بمعنى أن العدوان على كافة الجبهات ، و التلميح أن الحرب إن فتحت فستكون على كل الجبهات أيضا .
-التخلص من الضغط الداخلي في لبنان و التأكيد على حق المقاومة و الجيش في صد العدوان و إرساء قواعد جديدة للتعامل خاصة مع الطائرات المسيرة .
-أخيرا : اللعب المباشر على وتر الانتخابات الاسرائيلية و القول أن نتنياهو مصيره إما رئاسة الحكومة و إما السجن ، و أنه سيقود الاسرائيليين الى الحرب لحماية نفسه .

بالأمس اطلقت الصواريخ من غزة باتجاه سديروت ، و هرب المحتفلون ، و وجهت التهديدات من الاسرائيليين عبر مصر ، و استمر العدوان على البقاع ، و حزب الله هدد بالرد القوي ، كل ذلك يوحي بأن هناك تكثيف للعدوان و حساباته عند نتنياهو ، و بالمقابل توجه لتوحيد جبهات الرد ، و قناعتي أن الرسائل بحد ذاتها قوية بردود غزة و التصعيد في الضفة و خطاب نصرالله ، وهذا بحد ذاته تغيير لقواعد اللعبة و تحجيم امكانات و قدرة نتنياهو على اللعب و المناورة و الاستفادة انتخابيا ، و بذلك فالمطلوب ليس الاسراع او الارتجال في الردود ، بل الجاهزية و القدرة و الرسائل القوية ، و أجزم بقناعة أن الرد قادم ، و أوله قوة الخطاب و الحكمة .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير