أما آن الأوان لدق جدران الخزان!!!

27.08.2019 08:37 AM

كتب :رزق عطاونة

طوشة... هوشة...فزعة... قتلى... جرحى... حرائق... أعيرة نارية... مولوتوف... مفرقعات ... فتاش ... سكاكين... خناجر...شباري... دبسات... حجارة...هدنة... تهدئة النفوس... عطوة... جلوة... تشريد... رعب... إرهاب... نساء تندب... وأطفال تصرخ...دية... شرطة... إعتقال... صلحة... ثأر... قتل من ليس له علاقة بالموضوع...

ويتكرر المسلسل المأساوي يوميا في كافة أرجاء الوطن بمحافظاته الشمالية والجنوبية.

ترى ألا يتطلب من أبناء هذا الوطن تدخلا غير عادي؟ وحلولا إبداعية غير تقليدية؟

فلم تعد الوسائل والطرائق المستخدمة كفيلة بالحد من هذه الظواهر المستشرية وعليه يجب تغيير الأدوات والوسائل والأساليب أو تعديلها بالإضافة أو التقليص حتى تتحسن النتائج والمخرجات بشكل ملموس واضح للعيان وأثره بارز وظاهر لا لبس فيه..

الكل الفلسطيني مسؤول ابتداء من الأسرة فالمدارس والجامعات والنوادي والمجالس البلدية والقروية والمساجد والمؤسسات الأهلية وغير الأهلية ومؤسسات التوجيه والإرشاد النفسي فالعشائر والوجهاء...إلخ الكل مسؤول عن تغيير الثقافة السائدة التي لن تتحقق بفترة زمنية وجيزة لأن تعديل السلوك وتغيير الثقافة السائدة من أصعب أنواع التغيير لأنه سيواجه مقاومة شديدة بين مؤيد ومعارض أو محايد، ولكن يجب البدء بالخطوة الأولى..

لماذا لا تبادر النخبة ومتخذي القرار والأشخاص المؤثرين في المجتمع بمبادرات عملية فاعلة قابلة للتطبيق كي نحد من هذه الظاهرة؟ ما فائدة التشخيص والتوصيف إن لم يتبعها طرح حلول واقعية لهذه الآفة المجتمعية الخطيرة التي ستقضي على كل موروثنا الثقافي والوطني الذي نعتز به... بتنا نخاف على أولادنا وبناتنا وعائلاتنا ومجتمعنا....

كفى وألف كفى...فلا بد من أخذ المبادرة على مستوى الوطن لإيجاد منظومة أخلاقية قيمية يلتزم فيها القاصي والداني فما من أحد كما يقال على رأسه ريشة...

أليس من الضروري أن تحتوي مناهجنا عل منظومة قيمية تدرس في مدارسنا من المراحل الأساسية الأولى؟ وأن تسود في المدرسة ثقافة المحبة والتسامح والإخاء والوفاء والإخلاص والمساواة والعدل والتعاون والإيثار واحترام الكبير والعطف على الصغير ...

إن التركيز على نوعية القيم التي نغرسها في نفوس الأفراد هي التي تسير السلوك ضمن نظام اجتماعي مستقر تحدده الثقافة السائدة المرغوب فيها وتحكمه قوانين ضابطة ومعايير محكمة مدعومة من القيم المجتمعية.

أليس من الضروري تفعيل الدور الطليعي للشباب في التصدي لهذه الظاهرة والحد منها؟

لقد عهدنا الحضور الوطني والعشائري والديني والمجتمعي بجميع اطيافه لحل المشاكل التي تحصل، ولكني أقول يجب وضع استراتيجية كاملة شاملة مانعة لمنع المشاكل أن تحدث قبل حدوثها فالوقاية خير من العلاج... وتطويقها من كل الجوانب إن حدثت للحيلولة من تفاقمها
فيحدث ما لم يحمد عقباه...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير