عرابي: كسرنا احتكار الرواية في "فيسبوك" بقضية اسراء غريب، وتقديمنا رواية بديلة لا يعني تأييدها

04.09.2019 03:30 PM

رام الله- وطن: أعرب عضو مجلس إدارة شبكة وطن الإعلامية معمر عرابي عن فخره لما قدمته الشبكة من تغطية إعلامية في سبيل البحث عن الحقيقة في قضية المرحومة إسراء غريب.

وقال عرابي في مقابلة مع راديو "نساء اف ام"، الأربعاء: نحن فخورون في وطن بما قمنا به، وندعو وسائل الاعلام والصحفيين الاستقصائيين ليحذو حذونا، وان يطرقوا جدران الخزان والحقيقة، لعلنا نساهم في الوصول للحقيقة وننصف اسراء إن كانت قد قتلت، ورحم الله اسراء وكل من ظلم على هذه الارض".

وفي رده على الجدل بشأن إجراء مقابلة مع عائلة إسراء، أوضح عرابي: نحن في وطن حاولنا كسر الاحتكار للرواية في وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم رواية بديلة، وهذا لا يعني تبنيها، وإنما في إطار البحث عن الحقيقة.

وأضاف: نحن في الاعلام لا ندين ولا نجرم احدا وليس دورنا ذلك، وانما البحث عن الحقيقة والمساهمة في ايجادها، وعلينا نشر الصورة كاملة.

فيما يلي مقابلة عرابي على راديو "نساء اف ام":

للإستماع إلى المقابلة، اضغط هنا

سؤال: المقابلة جلبت ردود فعل ضدكم، فالبعض يتهمكم بالانحياز لرواية العائلة، وأخرون يتهمونكم  بالترويج لخزعبات الجن، كيف تردون؟


عرابي: بداية اشكرك على هذا السؤال للتوضيح، إذ لم يكن هناك طرف واحد غاضب وإنما حالة جدل في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي  بين غاضب وما بين مرحب حتى نكون منصفين للصورة، لذلك نحن نحترم من كان غاضبا ومن كان مرحبا، لكن دعيني اوضح وجهة نظرنا، نحن في وطن حاولنا ان نكسر حالة الاحتكار لما قدمته رواية مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص المروحومة اسراء.

الجميع في المؤسسات النسوية والاعلام والجمهور والمؤسسات الحقوقية تعاملوا مع رواية مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها رواية مقدسة وتم بناء كل التحليلات بناء على ذلك، ونحن في وطن حاولنا كسر هذا الاحتكار وتقديم رؤية بديلة، وعندما نقول رؤية بديل كنا واضحين أننا لم نتبنى رواية العائلة ولا ننفيها، ولسنا بمكان ان نجرم أحدا أو نبرئ احدا، فهذا ليس دور الاعلام، وهناك قضاء وقاعدة قانونية تقول ان المتهم برئ حتى تثبت إدانته، لكن دعينا مجازا نفترض ان العائلة مدانة ، هذا لا ينفي حق العائلة من حيث حقوق إنسان ان يكون لها مساحة ان تبرز وجهة نظرها بالتفصيل، لذلك نحن اعطينا عائلة إسراء الحق في التعبير عن وجهة نظرها، وكنا نتمنى ان نلتقي بوالدتها وليس فقط في زوج أختها، ولكننا لم ننجح في ذلك، وقدمنا رواية العائلة كما هي، ونحن فخورين أن النيابة اتصلت بنا، وبعد تقريرنا في اليوم التالي تم توقيف بعض الاشخاص من بينهم زوج اختها بناء على ما قاله في المقابلة كاستدلالات للتحقيق.

سؤال: لماذا قمتم بتدعيم التقرير الاول بتقرير ثاني؟

عرابي: الأول لم يكن تقريرا وإنما مقابلة عبارة عن رواية نحن سمحنا من خلالها للعائلة ان تقول ما لديها بكل تفصيل، مع العلم أننا نشرنا 36 دقيقة من المقابلة وهي لدينا نحو ساعتين، لذلك قمنا بالاستفادة من هذه المقابلة لإجراء الجزء الثاني وهو التقرير بهدف عملية الفحص والاستدلال، فطرحنا الاسئلة الصعبة والتناقض الذي حصل في صوت اختها والتسجيل في المستشفى ، وسألنا اين خطيبها المختفي ؟

سؤال: هل تقريركم الثاني لم يكن له علاقة بردة الفعل السلبية على التقرير الأول؟

عرابي: الأول من يكن تقريرا، بل مقابلة، وعنوانها كان واضحا، وهو "رواية عائلة المرحومة اسراء لوطن"، وقلنا في البداية نحن لا نتبنى هذه الرواية، حتى في القضاء يسمح للمتهم بسرد روايته امام المحكمة، وعندما تحدث عن الجن قلنا أن هذه خرافات جن في التقرير الثاني واستدعينا رجل دين في برنامجنا الصباحي وخبراء نفس وحقوق انسان، عندما يتحدث عن الجن هو مسؤول عن كلامه وليس وطن.

عندما بدأ البعض يهاجم هذه الفكرة عن قصد أو غير قصد، عليهم ان ينتبهوا نحن في وطن كسرنا حالة الاحتكار في الفيسوك، وليخرج واحد يقول لنا من هو مصدر الرواية على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص قضية إسراء ومن المسؤول عنه، نحن نأسف لان جمهور عريض من المثقفين والمؤسسات النسوية والصحفيين وحقوق إنسان تساوقوا مع رواية وسائل التواصل الاجتماعي.

مدخالة من المذيعة: هناك تسجيلات صوتية واثباتات لصوت الفتاة ويتم تناقلها.

عرابي: حتى تسجيل صوت الفتاة، هناك جدل حول مصدره، لذلك قلنا في تقريرنا انه اذا ثبت ان اسراء قتلت يجب تقديم المجرمين للعدالة ، لكن لا يستطيع الاعلام أو غيره ان يجزم بوقوع الجريمة بكامل اركانها.

سؤال: ما هي المعايير المهنية الضابطة لمثل هذه القضايا ؟

عرابي: احذر ان ننجر لكل ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ ولنتعلم مما حدث معنا في السابق وما حدث مع المغدورة اية برادعية ، حيث تبنى الجميع الرواية الاولى واكتشف ان الرواية التي تم تبنيها من الجميع خاطئة. نحن في الاعلام لا ندين ولا نجرم احد وليس دورنا ذلك ، وانما البحث عن الحقيقة والمساهمة في ايجادها، فالنيابة العامة هي الجهة المسؤولة عن الكشف عن ملابسات هذه الجريمة ان وجدت.

نحن بحثنا عن الاستدلالات والتناقضات وحاولنا ان "نركب الصورة".

سؤال: ما هو حجم التحديات التي تواجه الاعلام في مثل هذه القضايا؟

عرابي: قبل يومين اقمنا في بيت ساحور وبيت لحم، وعندما سمعنا الملاحظات عن المقابلة الأولى حول عدم مقابلة والدتها ، نحن ندرك اهمية المقابلة مع كل الاطراف، وكنا نلاحق الجميع لمقابلتهم، كانت مهمة شاقة ولا نبحث عن "اللايكات" كما زعم البعض، بل حاولنا وساهمنا بموضوعية لكسر الرواية احادية الجانب، اما ما قيل ان وطن في مقابلة العائلة تعزز رواية الجن، هذا حديث مردود على اصحابه، فعندما اقدم رواية المجرم لا يعني انني اتبنى افعاله، وعندما يتحدث شخص عن الشعوذة لا يعني انني اتبنى الرواية، لكن علينا نشر الصورة كاملة.

نحن فخورون في وطن بما قمنا به وندعو وسائل الاعلام والصحفيين الاستقصائيين ليحذو حذونا وان يطرقوا جدران الخزان والحقيقة لعلنا نساهم في الوصول للحقيقة وننصف اسراء ان قتلت، ورحم الله اسراء وكل من ظلم على هذه الارض.

اذا اتيحت لنا الفرصة في موضوع اخر سنطرق الابواب بنفس الطريقة .

تصميم وتطوير