كيف تكسب إسرائيل معاركها الإعلامية ؟؟!

05.09.2019 04:08 PM

كتب: عدالله أبو شرخ

 

هل احترم العرب العلم يوماً ؟؟!
هل يمكن النهوض من التخلف وتحقيق الازدهار العربي ؟؟؟!
---------------------------------------------
ضجت صفحات الإنترنت اليوم بخبر ماراثون زراعة الأعضاء في إسرائيل والذي تم فيه إنقاذ حياة 14 شخصاً، منهم 3 زراعة قلب / 6 كبد / 6 كلى / 2 رئة .. هذا الخبر يبدو في ظاهرة علميا لا سياسيا، لكن ما وراء سطور الخبر، أن إسرائيل دولة تقدم تفوقها العلمي والحضاري لإنقاذ حياة البشر، بينما فصائل غزة تحشد الشباب للموت والبتر على السلك الفاصل لأهداف لم تعد خافية على أحد ..
في العالم العربي يظل الرئيس أو المسؤول في منصبة حتى الموت !!!
في إسرائيل تجري انتخابات دورية بفصل سلطات وقضاء مستقل قادر على محاكمة أي مسؤول في الدولة بمن فيهم رئيس الدولة ورئيس الوزراء .. ( حرامي ع السجن وفش ياما ارحميني ) !
تنشأ حول الرئيس العربي أو المسؤول في المؤسسة بطانة تستفيد من قراراته وتعمل على نهب الثروات والمنح والهبات والمساعدات والرواتب الخرافية على حساب المال العام الذي يمتص الفساد منه 40 % فيما يجوع الموظف الحكومي براتب سخيف لا يغني ولا يسمن من جوع !
إن التربية العربية القائمة على شكر المسؤولين وتعظيمهم وتبجليهم هي تربية مريضة، والأكثر مرارة وألما هو نفاق ورياء القادة حتى لو تسببوا بالكوارث والهزائم والنكبات وحتى لو شيدوا مئات السجون بدل المدارس والحدائق والمستشفيات !!!!
أنا عربي مهزوم أمام الحضارة الكونية، وأحاول صناعة صعقة ذهنية وصدمة عقلية تضع المواطن العربي أمام حقيقة مجتمعه التي يحكم فيها الفساد وتنعقد فيها السيادة للفوضى والجهل والجريمة !
ولكي لا أتهم من قبل الشباب بأني كاره للثقافة العربية، أقول بكل محبة، أنني أفتخر بأجدادنا من علماء وفلاسفة أمثال ابن سينا والرازي والبيروني وابن الهيثم وابن حيان والخوارزمي وابن قرة والعشرات من أصحاب الأمجاد في علوم الفلك والطب والقانون والرياضيات والفلسفة .. لكن على أي شاب عربي أن يعلم بأن جميع هؤلاء العلماء كانوا يفكرون خارج النسق الثقافي الديني ولم يكن لهم قبول عند عامة الناس وقد تم تكفيرهم وإحراق الكثير من مؤلفاتهم، وقد اعترف المستشرق الألماني لاغرانش وغيره، بأن الغرب لم ينهض من الصفر، بل من بعد ترجمة علوم العرب، لدرجة عثور ليوناردو دافينشي على مخطط لمجسم يشبه الطائرة وكذلك العثور على مخطط وخرائط توضيحية لعمل المحرك البخاري، بل إن مؤسس علم الكيمياء ابن حيان قد تنبأ بطاقة تشبه الطاقة النووية عندما كتب في أحد مؤلفاته ( إن في المادة لطاقة قادرة على أن تقلب بغداد عاليها سافلها ) !!!
-------------------------------------
ملاحظات ضرورية:
1- العرب هم الأمة الوحيدة التي تمجد الشيوخ وكهنة السلطان والدين على حساب المنطق والعلم ولذلك ذهب الموروث العلمي للعرب إلى من يستحقونه في الغرب !!!
2- ممكن القيام بنهضة علمية إذا ما توفرت الحريات الفكرية لنقد الخطاب الديني !
3- معظم علماء العرب والمسلمين في الدولة العباسية كانوا لادينيين، وقد ازدهرت العلوم أيام المعتزلة لأنهم قدموا حكم العقل على حكم النص.
4- ما زالت الثقافة العربية السائدة حتى اللحظة تمارس نفس جريمة اضطهاد العقل وتدمير المنطق من خلال تمجيد وإعلاء شأن رجال دين معادون للعلم أمثال الشيخ كشك وقرضاوي وشعراوي وابن عثيمين وابن باز والعريفي والحويني وغنيم وعمر خالد ومئات من الدجالين والبهاليل في حين يهاجر أهل العلم لمجتمعات الغرب لكي يجدوا احترما وتقديرا لعقولهم وعلومهم وكفاءتهم !
5- تم إعدام عشرات العلماء وإحراق كتبهم أمثال ابن المقفع صاحب كتاب كليلة ودمنة وابن رشد والشاعر بشار بن برد وأبو العلاء المعري وغيرهم، والسبب كان في الغالب هو انتقاد الفكر الديني المتحالف مع السلاطين لترسيخ التخلف وتبرير الفساد والنهب والسلب باعتبار أن كرسي السلطة هو منحة من رب العالمين للسلطان وأن أي نقد للسلطان يعتبر خروجا عن إرادة الله وكفر بالقضاء والقدر !

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير