"من لا ماضي له لا حاضر له"

نجلاء ومحمد.. زوجان ينذران حياتهما لحفظ التراث وينشئان أول متحف أثري حديث في غزة

15.09.2019 06:24 PM

غزة- وطن- أحمد مغاري: حين يجتمع حب الماضي وشغف توثيق التاريخ، داخل قلوب شباب لم يعيشوا تلك العصور، ولكن حاضرهم بكل ما فيه يعود بهم لمئات السنين التي خلت.

الزوجان محمد ونجلاء شابان من جنوب قطاع غزة، جمعتهما موهبة الفن التشكيلي، ليمتلكا حلما مشتركا وهو جمع الأدوات التراثية القديمة، ما دفعهما لإنشاء متحف جميل، يحتوي عشرات بل مئات القطع التراثية.

محمد ابو لحية "30 عاما"، يقول لوطن: بدأت رحلتي بإنشاء ذلك المتحف منذ الصغر، بعد أن احببت أن اتعرف على حضارات قديمة كانت موجودة في غزة، كنا نسمع عنها من أجدادنا وآبائنا، فسعيت من أجل جمع كل ما يدل على وجودها.

ويتابع قوله: من لا ماضي له لا حاضر له، كانت بداية جمعي للتحف والآثار القديمة التي تدل على وجود الحضارات في قطاع غزة وعلى وجه التحديد في منطقة القرارة بالجنوب.

التحف المعروضة من قطع معدنية وأباريق وغيرها من فواخير وحجارة جميعها تم جمعها بواسطة الشاب محمد وزوجته.

وفي ذات السياق، أوضحت زوجته نجلاء أبو نحل لـوطن: أنها بدأت بجمع تلك التحف الاثرية والمعدات بعد أن أصبح لديها الشغف هي وزوجها محمد، فأخدت تساعده بجمع المقتنيات وعرضها داخل بيتهم الصغير المتواضع.

واردفت أنه ولكثرة ما قاموا بجمعه، لم يعد المنزل يتسع، فقررت هي وشريكها استئجار منزل قديم يعود لعام 1956 ليتناسب مع قدم وأثرية القطع التي تم جمعها، علما أن ذلك المنزل كان عبارة عن "بايكة" أي مخزن لحفظ الحبوب والقمح والمواد الغذائية بالإضافة لمربط للخيول.

المتحف الذي يقع جنوب غزة لم يحتوِ على قطع نقدية وأدوات منزلية قديمة فحسب، بل يحتوي أيضا على آثار بعمر آلاف السنين، ومنها ما يعود للعصر الحجري القديم، أي منذ أكثر من 4000 عام خلت.

الشغف الذي تولد لدى الزوجين والصعوبات التي واجهتهما، كانت السبب لإنجاح المتحف، الذي أصبح مكانا أثريا يرتاده الجميع من أجل التعرف على حضارات قديمة، كانت ستطمس لو لم يتم التدخل من أجل حفظها.

وأوضح محمد أن هدفه وزوجته حماية الآثار القديمة وجعلها سهلة في متناول الجميع، من أجل تأصيل وجود الحضارات في فلسطين، في الوقت التي تتعرض فيه القضية للتزييف وخلط التاريخ.

وناشدت نجلاء الفنانين، وتحديدا المغنين، من أجل مساعدتهم للاستمرار بهذا المشروع التاريخي والفلسطيني من خلال تبني متحفهم وتوفير ما يلزمهم من أجل حفظ تلك الأثار.

 

تصميم وتطوير