الإعاقة لا تلغي الطاقة..

ترسم وتطرّز بقدميها.. "آية" تروي قصة شغف وإبداع عبر وطن

22.09.2019 04:21 PM

غزة-وطن-نورهان المدهون

لم تسمح لإعاقتها بأن تكون حاجزاً أمام اندماجها في المجتمع ومواصلة مشوارها الدراسي في تخصص الوسائط المتعددة، فقد تحدت آية مسعود (20 عاماً) كافة الصعاب لتنمي موهبتها في الرسم والتطريز أيضاً رغم يديها المبتورتين.

تمسك آية الإبرة والخيط بقدميها لتبدأ في استكمال التطريز، قائلة لـوطن:" ولدت بإعاقة حركية دون يدين، ومنذ طفولتي لديّ موهبة الرسم التي طورتها فيما بعد لأطبقها على التطريز".

وتضيف: "قدماي عوضاني عن يديّ فأقوم بإنجاز كافة احتياجاتي الخاصة من مأكل ومشرب وملبس بواسطتهما ونادراً ما أحتاج أحد أفراد أسرتي لمساعدتي".

دمج الرسم بالتطريز كان بمساعدة صديقتها المقربة، ناريمان أبو سمرة، التي تمتلك مشغلاً للمطرزات اليدوية، ولم تتوانى عن تقديم الدعم والمساندة لآية بل ودمجها ضمن طاقم عملها.

وعن نظرة المجتمع تقول آية: "مرحلة الدراسة الابتدائية كانت أولى خطواتي للخروج من المنزل فواجهت العديد من المصاعب والتنمر من أقراني ونظرات الشفقة والحزن من الآخرين، وفيما بعد تغلبت على ذلك بدعم ومساندة أفراد عائلتي".

اختارت آية لنفسها أسلوباً مغايراً في التطريز، فعكفت على رسم الشخصيات الرمزية ومن ثم تطبيقها على القماش على هيئة تطريز.

وتردف: "من أكثر الصور التي تأثرتُ بها كانت صورة المسعفة رزان النجار والصحفي ياسر مرتجى، اللذين استشهدا على يد قوت الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات العودة؛ فقمت برسمهما وتطريزهما فلاقت صورهما استحسان المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي".

واجهت الشابة العشرينية آية العديد من المعيقات خلال مشوارها الدراسي، وفي عملها في مجال التطريز. وأكثرها صعوبة كانت فترة التدريب الميداني المرافق لدراستها الجامعية مما زاد من أعبائها وضاعف مجهودها، ورغم ذلك تغلبت عليها بإرادتها القوية وشغفها بالتعلم.

لم يكن استخدام قدميها للتطريز أمراً يسيراً فكانت البداية صعبة، ولكنها نجحت بعد محاولات عديدة، وما زادها فخراً وسعادة إنجازها المطرزات بجودة ودقة.

تحلم آية مسعود بإنشاء معرض يضم رسوماتها الفنية ومطرزاتها التي تشمل العديد من الشخصيات الرمزية والشهداء والأسرى الفلسطينيين الذين يقضون حياتهم في سجون الاحتلال.

 

تصميم وتطوير