74 عاما ولا زال حلم العودة يراوده..

أقدم حلاق في غزة.. يلبي طلبات الزبائن في بيوتهم ويجمع بين القصات العصرية والقديمة

23.09.2019 05:27 PM

 

غزة- وطن- أحمد مغاري: لم تمنعه أعوامه الـ 74 وكبر سنه من ممارسة مهنته، التي يعمل بها منذ أكثر من 50 عاما، العم زكي أبو دغيم بات أيقونة شعبية معروفة لدى الأهالي في قطاع غزة، فكل من يدخل صالون الحلاقة الخاص به، يجلس ليستمتع بحلاقة على يد رجل يروي قصص البلاد والأيام الخوالي.

وطن التقت بالعم زكي، وتحدثت معه حول تمسكه بمهنته حتى يومنا هذا، فقال: "أعمل في مجال حلاقة الشعر منذ أكثر من 50 عاما، يرتاد الصالون الأطفال والشباب والشيوخ للاستمتاع بالحلاقة ومعرفة قصص أيام البلاد بتفاصيلها".

وتابع أبو دغيم موضحاً أن مهنة الحلاقة جميلة وهادئة، فهي غير متعبة ولا تحتاج لملابس خاصة، فهو يأتي للصالون بملابس جميلة ويعود بها دون أن تتسخ.

وفي حديثه حول هذه المهنة وتطوراتها، فقد أوضح لـوطن أنه كان قديما يستخدم "القشاط والموس"، إضافة إلى أدوات بدائية كالشفرات ومعجون الحلاقة المعروف، ولكن اليوم تطورت الأمور فأصبح لا بد من مواكبة العصر، وتعلُّم القصات الجديدة.

وفي ذات السياق، بيّن أبو دغيم أنه مع مرور الزمن، أصبح يستخدم الأدوات والماكنات الكهربائية، التي توفر الوقت والجهد، كما أنه يواكب الشباب في الحلاقة مثل: الكابوريا وحلقات المشاهير التي جعلت زبائنه من الشباب أيضا، وليس من كبار العمر فحسب.

وبين العم زكي أنه لا يزال يقوم بالحلاقة للأشخاص في منازلهم حسب طلبهم، وأنه يعتبرها بمثابة زيارة خاصة، يتناولون فيها كوبا من الشاي أو القهوة، وأحيانا لا يأخذ منهم أجرة الحلاقة، كل حسب وضعه.

ومن جانبه أوضح الحاج أبو أحمد جودة من سكان دير البلح، أنه يعرف الحج زكي من الستينات وهو زبون دائم عنده، يأتي إليه ليستمع لحكايات البلاد القديمة، والتعرف على طرق حياتهم وعاداتهم آنذاك.

ويضيف ابو أحمد أنه يحب أن يستمع للعم زكي، ويتبادلون السمر والحكايات عن حياتهم قديما كيف كانت مليئة بالحب والوفاء ومدى قوة علاقتهم القديمة، وكيف تغيرت العلاقات الاجتماعية وأصبحت غير التي تربوا عليها.

وتمنى العم زكي أن تتحرر البلاد ويعود لأرضه وكروم العنب والخضرة ويفتتح صالونه هناك في بلادنا المحتلة، حيث الأمن والسلام والمحبة.


 

تصميم وتطوير