"كمال" وجد في طين الأرض وصدف البحر الغزي طريقاً للإبداع

07.10.2019 01:43 PM

غزة - وطن للانباء - نورهان المدهون : وجد الفنان كمال المدهون (42) عاماً من قطاع غزة في أصداف البحر وطين الأرض طريقاً لصقل موهبته في الفن التطبيقي، فبات يبحث عن الأصداف التي يقذفها البحر، ليشكل منها باستخدام الفخار تحفاً فنية ذات رونق وابداع.

يقول المدهون لـوطن: "بدأ شغفي في هذا الفن من خلال رفاقي الأسرى المحررين الذين تعلموا المشغولات الفنية خلال اعتقالهم في سجون الاحتلال، وقمت بتطويره والإضافة عليه ليصبح أكثر إبداعاً وجمالاً".

ويضيف:" لاقت مشغولاتي استحسان كل من رآها ما شجعني على ابتكار اشكال متنوعة، وإيجاد طرق جديدة في إخراج مجسمات أكثر جمالاُ وإتقاناً".

منذ عشرين عاماً وهذا الفن يشغل بال كمال الذي كان يقضي أوقات فراغه في صناعة مجسماته الفنية كخريطة فلسطين، وقوارير الفخار المزينة بأصداف مختلفة الأشكال والأحجام والألوان.

يشير المدهون لــوطن أنه جمع بين الفخار كتراث فلسطيني وبين خيرات البحر من أصداف، منوهاً أن اختيار الفخار هو الأمثل لقدرته على تشكيل أي مجسم يرغب به، لتزيينه بالأصداف.

ويلفت المدهون أن جمع أصداف البحر يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين، من حيث التنقيب والتنقية من الشوائب، وفصل كل صنف وحجم على حدا، لتجهيزه للعمل والاستخدام على مجسمات الفخار.

وعن مواسم جمع الأصداف يقول المدهون:" لا تتوافر الأصداف سوى خلال أشهر فصل الشتاء، حيث الأمواج العاتية التي تقذف الأصداف على الشاطئ، فأقوم بالتقاطها رغم البرد الشديد".

يقوم كمال بالتقاط كل ما تصل إليه يده من أصداف وحجارة بحرية، ويخزنها بعد تنقيتها لاستخدامها في تزيين مجسماته، موضحاً أن المجسم الواحد يستغرق بين يديه من أسبوع إلى ثلاث أسابيع من العمل والإبداع حسب حجم وشكل الفخارة واختيار الرسم المناسب لها.

يواجه المدهون مشكلة الكهرباء التي تعرقل عمله، حيث يلزمه إضاءة مناسبة خلال ترتيب الأصداف على مجسماته، ما يضطره للخروج إلى شاطئ البحر في وضح النهار لاستكمال عمله الفني.

يطمح الفنان كمال المدهون إلى تطوير عمله وافتتاح مشغل يستقطب الفنانين الصاعدين لتعليمهم وتطوير خبراتهم وربطهم بالتراث الفلسطيني وإنشاء معارض فنية، آملاً أن تتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية في قطاع غزة.

 

تصميم وتطوير