سؤال برسم الاجابة.. ما الذي يجري في جنين ومن يحمي رموز الفلتان والفاسدين؟

21.10.2019 12:19 PM

رام الله - وطن: تعيش مدينة جنين، وتحديدا مخيم جنين شمال الضفة الغربية، على وقع حملة للأجهزة الامنية في المحافظة، تحت عنوان "ملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون".

اسباب مختلفة تقف خلف ما يجري في المدينة، فبينما تقول الاجهزة الامنية والمحافظة، ان الحملة الامنية تأتي لملاحقة المخالفين للقانون والخارجين عنه، يرى البعض انها جاءت من اجل الملاحقة السياسية تحت غطاء ملاحقة الخارجين عن القانون.

وشهد مخيم جنين في 9 تشرين اول/اكتوبر اشتباكات ومواجهات بين مواطنين وافراد من الامن الوطني، اصيب على اثرها خمسة افراد من الامن الوطني ومواطنين في المخيم بجروح مختلفة، الامر الذي اجج الامر الذي لا تزال تداعياته تتفاعل .

وشهدت مدينة جنين في الاسابيع الماضية عدة حالات قتل، كان منها قتل مواطن من بلدة عجة قامت الاجهزة الامنية بالقاء القبض على الفاعل، وكذلك مقتل المواطن عماد الاسمر في ايلول/ الماضي، وهي الجريمة التي اثارت الرأي العام، خاصة ان عماد نشر قبل مقتله بوقت قصير منشورات على صفحته الشخصية بـ (فيسبوك)، توضح تعرضه للتهديد بالقتل، ما طرح تساؤلات حول التهديدات ودول الاجهزة الامنية في منع جريمة القتل، وعدم تمكنها حتى الان من القاء القبض على الفاعل رغم معرفتها بهويته.

وقالت مصادر في جنين لوطن للانباء ان الحملة الامنية التي تُشن على مخيم جنين اثارت غضب الناس، لان عملية الدخول واقتحام مخيم جنين كانت خاطئة ومثيرة لغضب المواطنين.

ولفتت المصادر ان عمليات القتل التي جرت في جنين بعيدة عن المخيم ، ولا علاقة له بها، وبالتالي ملاحقتهم كان يجب ان تكون بعيدة عنه .

 حويل يدق الخزان 

وكان عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل قد وجه رسالة عبر صفحته على موقع الفيسبوك الى محمد اشتية رئيس الوزراء وزير الداخلية ، قال فيها "جنود فقراء بسطاء يهاجمون وبعتقلون شباب فقراء بسطاء يصاب الطرفان بحروح ... ويترك من يسرق ملايين البلد ويفسد فيها ... ويترك من يجتمع مع الاحتلال وادارته المدنية وقادة جيشه".

واضاف حويل "في النهاية يُظلم الجنود المخلصين والشباب، فالجنود الفقراء يصبحون رموز للقمع والظلم،  والشباب يصبحون رموز للفلتان،  والفاسدين والسارقين والمتصهينيين يسمون وجهاء ورموز وقادة للمجتمع .... معادلة صعبة وحقيرة" متابعا "اتمنى على الدكتور محمد اشتية .. وكما خاطبنا سابقاً سلام فياض ورامي الحمدالله ... وقلنا لهم بان حل مشاكل الشباب في المجتمع ليس الامن فقط بل يجب وضع استراتيجية امنية اقتصادية اجتماعية تحاسب بعدالة وبحسم الفاسد الكبير والقوي قبل المخطيء الصغير والبسيط حتى يتحقق الامن  والا يا دكتور اشتية سنبقى في نفس الدائرة من الخلل والعلاج الخاطيء ولن نخرج منها".

وختم حويل رسالته "اذا اردت يا دكتور سنشرح لك باسهاب اين رموز الفلتان والفوضى ومن يحميهم ويدعمهم من الرؤوس الكبيرة، وعلى فكرة لا لاطلاق النار في الهواء وفي حل مشاكلنا لان الاحتلال والفاسدين يريدون ذلك ولان هذه الظاهرة لا تؤذي الا شعبنا فقط".

من يحمي رموز الفلتان والفاسدين 

واثارت رسالة حويل تساؤلات كثيرة حول رموز الفلتان في جنين والذين يُتركون بلا متابعة ولا محاسبة، ومن يجتمع مع الاحتلال وادواته والفاسدين والسارقين الذين يتركون دون حسيب او رقيب.

 فاذا كانوا كل هؤلاء معروفين، فلماذا لا تطالهم الحملات الامنية، ولماذا يترك من يسرق البلد ويفسد فيها حرا طليقا، ام ان الحماية التي يحظى بها عالية، واذا كان جمال حويل احد قادة معركة مخيم جنين الذي امضى 7 سنوات في سجون الاحتلال، والذي انتخب كنائب في المجلس التشريعي، وفي المجلس الثوري في حركة فتح يقرع الخزان، الا يجدر بالمسؤولين السماع له؟

من يحمي هؤلاء ، ولماذا يتم غض النظر عنهم وعدم محاسبتهم ؟.. هذا سؤال برسم الاجابة.

الرجوب: نمارس النشاط الامني بكل اريحية

من جانبه قال محافظ محافظة جنين اللواء اكرم الرجوب لوطن للانباء ان ما تقوم به الاجهزة الامنية به في جنين ليس حملة امنية وانما نشاطا معتاد،ا مؤكدا ان الوضع الامني في جنين مستقر ولا يوجد لدينا ما يمكن به ان نتحدث، ونحن لدينا نشاط امني نمارسه بكل اريحية ومن يريد ان يتحدث عن النشاط الامني عليه ان يناقشنا ويحاورنا ولا يذهب يتحدث لاستقطاب الاراء واصوات الناس ووجهة نظرهم على حساب الامن والاستقرار في جنين.

وحول جريمة القتل التي حدثت في جنين وعد القاء القبض على القاتل ، قال الرجوب هناك قاتل نحن نلاحقه وسنصل اليه طال الزمن ام قصر وهو معروف لدينا.

اما عن الاعتقالات التي شنتها الاجهزة الامنية في جنين، فأكد الرجوب ان كل من لديه مخالفة للقانون اعتقل، مضيفاً  "هناك ملاحقة لكل الظواهر السلبية ومنفذيها، ولدينا معتقلين ممن اعتدوا على رجال الامن اثناء اداء واجبهم، وان لزم الامر لاعتقال اي مخالف للقانون في اي وقت سنقوم بذلك."

واكد ان اطلاق النار في المناسبات، ظاهرة مخالفة للقانون، وكذلك استخدام المركبات غير القانونية، هذه مظاهر سلبية واي مخالف للقانون سيكون ملاحق من قبلنا.

وحول انطباق هذه الملاحقات على الجميع، وتحديدا على ابناء الاجهزة الامنية قال الرجوب "ان اول من ينطبق عليهم هذا الامر هم ابناء الاجهزة الامنية واول من يطبق عليهم القانون هم ابناء الاجهزة الامنية".

فتح: نحن مع نشاط امني مستمر

من جانبه قال امين سر حركة فتح في جنين عطا ابو رميلة لوطن للانباء "نحن مع نشاط امني مستمر من اجل تهيئة وتحقيق الامن والامان في كل ارجاء محافظة جنين والمخيم جزء منها، ونحن ضد اي خلل او مخالفة كعمليات اطلاق النار في الهواء.

واضاف ابو ارميله ان ما حدث في مخيم جنين هو ان اسيرا من مخيم جنين افرج عنه من سجون الاحتلال، وحصل خلال ذلك اطلاق نار بالهواء، وعلى اثر ذلك ثم دخلت قوات الامن الى المخيم وحدثت مواجهات بين شبان صغار وقوات الامن الفلسطيني، فاصيب عدد من افراد الامن الوطني ومواطن من المخيم.

وقال ابو ارميله "هناك اعتقالات قام بها الامن وهي بحق من قام باطلاق النار و"الاكواع" على افراد الامن، والعملية لا تقتصر على مخيم جنين او المدينة وانما في كل المحافظة"، نافيا ان يكون هناك اي استهداف للمخيم، مؤكدا ان النشاط الامني مستمر ومتواصل، مرجحا ان عدد المعتقلين من المخيم وصل 15 شخصا.

واضاف ان الحملة الامنية تضع على رأس عملها اولويات عدة ابرزها ملاحقة منفذي عمليتي القتل التي حدثتا في المدينة حيث القي القبض على قاتل المواطن من بلدة عجة، وجار ملاحقة منفذ عملية القتل في جنين، اضافة الى ملاحقة من يطلقون النار في الهواء، خاصة ان هناك اجماع على ان اطلاق النار في المناسبات مزعج ويجب القضاء على هذه الظاهرة.

لكن اطلاق النار في الهواء في الغالب يقوم به افراد في الاجهزة الامنية او عناصر من فتح،  اذ قال ابو ارميله " نعم هناك من يطلق النار من ابناء فتح والفصائل والاجهزة الامنية وجل من يخطأ، اطلاق النار يتم من كل الفئات ولكن المهم ان هناك متابعة، العنصر الامني ليس فوق القانون ونحن في التنظيم اذا شعرنا ان هناك خلل نتدخل مباشرة، تحدث اخطاء ولكن هناك متابعة، الاجهزة الامنية تتابع كل شيء".

المواطن ابو ناعسة: ما ذنب المخيم ان يعاقب بشكل جماعي

محمود ابو ناعسة 43 عاما احد المواطنين في مخيم جنين اكد لوطن للانباء ان المعالجة الامنية للاحداث في جنين تزيد من تعقيد الامور.

وقال ابو ناعسة ان اقتحام الاجهزة الامنية قبل ايام ليلا حارة "جورة الذهب" في نصف المخيم، من اجل وقف اطلاق النار، الحق ضرر بعائلته قائلا ً "ما علاقة بيتي ان يتعرض لاطلاق قنابل غاز عن يمينه ويساره على سطحه، ما ذنب الطفالي ان يكونوا على بعد دقائق من الاختناق جراء الغاز".

 واضاف ابو ناعسة انه قام بصعوبة باخراج اطفاله واخوته الصغار من المنزل بسبب اطلاق الغاز، قائلاً "حين شاهدوا الاطفال العناصر الامنية باللباس الاسود وهم يطلقون النارفي الهواء وقنابل الغاز اصيبوا بالخوف والذعر"، مضيفا " ابنتي الى اليوم حين ترى الشباب من الاجهزة الامنية تصبح تصرخ وتبكي"، ورغم محاولتي كسر هذه الصورة لديها والقول انهم فلسطينيين وهم لحمايتنا الا انها ترفض ذلك وتقول هؤلاء يقتلونا.

واكد ابو ناعسة "اذا كان هناك مطلوب للامن، فلدى الاجهزة الامنية مخابرات واستخبارات عسكرية واستخبارات مدنية يمكن ان يقوموا باعتقاله دون ان يلحقوا الاذى بالاطفال وكبار السن والمرضى، ودون تكسير السيارات وحدوث مواجهات في مخيم مكتظ بالسكان".

واكد ابو ناعسة ان هناك الف طريقة واسلوب يمكن اللجوء اليها لعلاج اي اشكاليات قد تحدث، مؤكدا " نحن ضد اطلاق النار في الهواء في اي مناسبة، لكن ما ذنبي انا في اي حدث قد يحدث ان اعاقب ويُعاقب اهل المخيم جميعه".

الاسبوع الماضي، بينما كان صالح ابو زينة الذي امضى 3 سنوات في سجون الاحتلال وافرج عنه في 31 آب/اغسطس 2019 يسير في وسط المدينة هجم نحو 10 اشخاص في 3 مركبات مدنية عليه وقاموا باعتقاله بعد الاعتداء عليه بقوة، حسب ما اكده شقيقه محمد ابو زينة لوطن للانباء.

واضاف ابو زنية " ان 10 اشخاص من جهاز المخابرات قاموا باعتقال شقيقه صالح وتحويله بعد يوم من اعتقاله الى سجن اريحا وهم لا يعرفون اي شيء عنه."

واوضح ابو زينة ان الاجهزة الامنية اعلنت عن نيتها تنفيذ حملة امنية ضد المخالفين للقانون واطلاق النار في الهواء وتجار الحشيش واصحاب الشيكات المخالفة، وبذلك حظيت بتأييد المخيم والمدينة، وحين بدأت الحملة كان جميع المعتقلين من الاسرى المحررين واغلبهم من حركة الجهاد الاسلامي.

واضاف ابو زينة ان من تم اعتقالهم لم يكن لديهم اي علم مسبق بانهم مطلوبين للامن او جرى تبليغهم، وانما جرى اختطافهم والاعتداء عليهم .

واكد ابو زينة ان شقيقه صالح تم الاعتداء عليه بالضرب لحظة اعتقاله من قبل 10 اشخاص، علما انه افرج عنه من سجون الاحتلال قبل 40 يوما فقط.

وقالت مصادر في مخيم جنين لوطن للانباء ان عدد المعتقلين من المخيم ناهز 20 معتقلا بينما يبلغ عدد المطلوبين للاجهزة الامنية قرابة 50 شخصا.

تصميم وتطوير