مهنة "دق الحجر"... لقمة عيش مغمسة بالأمراض والصعوبات

07.11.2019 12:03 PM

الخليل- وطن- ساري جرادات:
ستة وعشرون عاماً مضت، والخمسيني إبراهيم جرادات يمارس حرفة "الدقاقة"، بيديه يضرب الصخور القاسية، محولاً إياها إلى قوالب وقطع فنية تسر الناظرين، بعد معركة حامية بينه وبين اشد أنواع الصخور قساوة، والمعروف بصخر "نجاصة"، وهي منطقة غنية بالحجر المستخدم في البناء، ومنبعها بلدتا سعير والشيوخ، شمال الخليل.

ويستعمل "الدقيق" كما يسمى، أدوات بسيطة في تشكيل الحجر وهي الشاكوش والإزميل، من اجل تطويق حواف الحجر وهندستها وفق أذواق صاحب مصنع الحجارة والرخام الذي يعمل فيه.

جرادات يبدأ نهاره مع بزوغ الشمس وينهيه منتصف النهار، حاملاً بين يديه الحجارة الثقيلة، ينقلها من مكان إلى آخر خلال المساحة المخصصة للدقاقة.

يقول جرادات لـ وطن: العمل في مهنة الدقاقة يحتاج إلى بنية جسمية صلبة، قادرة على الضرب على الصخور بقوة وذكاء، كي لا ينكسر الحجر أثناء الضرب عليه.

وأشار جرادات إلى أن أشهر أنواع الحجر المدقوق هي "الطبزة، التلطيش، المسمسم، ويتقاضى مبلغ أربعة دولارات على المتر الواحد".

وبين جرادات أن الإيزميل "قضيب حديدي"، يصنع من مادة الفولاذ، كي لا ينكسر أثناء الضرب عليه بالشاكوش، التي يبلغ وزنها كيلو غرامين، ويصنع حوالي ١٢ متراً مربعا في اليوم الواحد.

من جهته، أوضح الخريج الجامعي زاهر عيايدة لـ وطن، أنه لم يستطع الحصول على فرصة عمل بعد تخرجه، ما اضطره إلى العمل في مهنة الدقاقة بعد أن تعلمها من والده.

عيايدة يؤكد أن مهنته صعبة وتسبب آلاما في الظهر والمفاصل، نظراً لثقل الحجارة، إلى جانب تسببها بأمراض الربو والأزمات الصدرية، بسبب الغبار الناتج عن الحجارة أثناء عملية الدق.

تصميم وتطوير